السبت، 22 أبريل 2017

عرض النصوص القانونية المندنكية (دستور ماندن قوانين مؤتمر كروكانفوا) وداستها على ضوء التشريع الإسلامي (دراسة تشريعية نقدية مقارنة)

عرض النصوص القانونية المندنكية
(دستور ماندن قوانين مؤتمر كروكانفوا)
وداستها على ضوء التشريع الإسلامي
(دراسة تشريعية نقدية مقارنة) 

للباحث/ أبوبكر محمد كوناتي رحمه الله


المقدمة وتشمل
* الإهداء
* الشكر والعرفان
*  موضوع البحث وحدوده
* أسباب اختيار هذا البحث
* أهمية هذا البحث
* صعوبات هذا البحث
* مصطلحات البحث
* خطة البحث

الإهداء
-       إلى روح الشيخ / فودي سليمان كانتي مخترع حروف نكو وناقل مواد قوانين مؤتمر كروكانفوا وجامعها بحروف نكو
-       إلى الناطقين بلغة نكو من أبناء الماندنغ وغيرهم
-       إلى روح والدي الذي حثني على طلب العلم والاستزادة فيه
-       إلى والدتي التي علمتني لغة نكو وحثتني على الصبر في طلب العلم
-       إلى كل باحث في اللغة الماندنكية وفروعها اللغوية
إليهم جميعا
أهدي هذا العمل المتواضع سائلا المولى تعالى أن ينفع به المسلمين الباحثين في المنطقة وأن يجعله فاتح خير لأبناء الماندنغ إنه سميع مجيب الدعاء .


موضوع البحث وحدوده
موضوع هذا البحث ـ كما هو واضح في عنوانه هو دراسة نصوص قوانين مؤتمر كروكانفوا الذي انعقد عام 1236 في منطقة كابا  ـ دراسة هذه النصوص تحت ضوء التشريع الإسلامي وتحت أشعة مجهر الفقه الإسلامي ومحاولة الإجابة على التساؤلات التالية :
1_ هل هناك مواطن التأثر والتأثير بين هذه النصوص القانونية وبين التشريع الإسلامي ؟
2- ما هي هذه مواطن التأثر والتأثير ؟ علما بأن انعقاد هذا المؤتمر وصدور قوانينه كانا في جو إسلامي وثني معا يرى أثرهما على القوانين .
3- هل يتوقع أن يكون لهذا التأثر والتأثير أثر إيجابي أو سلبي للدعوة الإسلاميةفي المنطقة ؟
على هذا فإن البحث سيقتصر على النصوص التي جمعها الشيخ / سليمان كانتي رحمه الله في تاريخ الماندنغ في مؤتمر كروكانفوا كما أنه يخص الجوانب القانونية أو التشريعية دون الجوانب التاريخية أو العرفية مما تمت كتابته دون ما أشير إليه من غير كتابة من قبل الشيخ الناقل رحمه الله ، ولا نقصد في هذا البحث مقارنة بين هذه النصوص والتشريع الإسلامي إذ لا مقارنة بينهما ، وإنما نقصد بيان وجوه تأثرها بالتشريع الإسلامي وتأثيره فيها للاستفادة بهذه المواطن والوجوه في الدعوة الإسلامية .
أسباب اختيار هذا البحث :
الداعية الذي يعمل في منقطة الماندنغ يشعر بتأثير عادات الماندنغ وتقاليدها في أخلاقيات سكان المنطقة وفي حياتهم الاجتماعية ، لذا قمت بتتابع هذه العادات ومصادرها من خلال ممارستي للدعوة في المنطقة فوجدت أن معظم سكان الماندنغ يخلطون  بين تعاليم هذه النصوص القانونية وبين أحكام التشريع الإسلامي في التطبيق فتنبأت أن دراسة هذه النصوص القانونية الماندنكية في ضوء التشريع الإسلامي وتحت مجهر  أحكام الفقه الإسلامي سوف يسهل للداعية طريق التفاهم بين الداعية والمدعوين في العمل الإسلامي حيث يكون الداعية على علم بمصادر تلك العادات الماندنكية التي تخالف أحكام التشريع الإسلامي  فيعالج  تلك المشكلة عن طريق الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة لأن معرفة سبب شيء تزيل العجب .
أهمية هذا البحث :
إن لمثل هذه الدراسة أهمية كبيرة جدا يمكن توضيحها في النقاط التالية  التي يتطلع إليها هذا البحث وهي :
1-             معرفة مقدرة سكان الماندنغ التقنينية
2-             معرفة مدى تأثر سكان الماندنغ بالإسلام ثقافة
3-             معرفة مدى عقلية هذه الأمبراطورية اجتماعية وقانونية
4-             بيان أسباب بعض الانحرافات الدينية في سكان الماندنغ لتعلقهم بتعاليم هذه النصوص القانونية الماندنكية .
5-             تحديد مواطن التأثر والتأثير بين هذه النصوص القانونية وأحكام التشريع الإسلامي .
6-             استفادة الدعاة بهذه المواطن إيجابا أو سلبا .
صعوبات هذا البحث :
إن البحث في المنظور العلمي مثل الاجتهاد في أصول الفقه لأنه عبارة عن استفراغ الوسع وبذل الجهد في استنباط حكم  ثابت أو منف ، وهو عند الأصولييين لا يكون إلا فيما فيه مشقة وتعب.
والبحث لا يخلو من التعب والصعوبات مهما كان نوعه أو كمه أو كيفه ، وإلا لفقد البحث قيمته العلمية ، وهذه سنة البحوث العلمية ولا تبديل لتلك السنة ، لذا فإن الباحث لقي في هذا السفر العلمي نصبا منه :
 1- عدم وجود بحث واف حول هذا الموضوع من غير الشيخ / سليمان كانتي رحمه الله (( الناقل )) أعني قله المراجع في الموضوع .
2- هذه النصوص القانونية غير محفوظة لدى القصاصين والمؤرخين والشعراء إلا قليل منها وما حفظ منها غير مرتبة .
3- صعوبة استخراج النصوص التشريعية الإسلامية التي تدرس على ضوئها هذه النصوص  القانونية الماندنكية لأنها لم تكن مرتبة ترتيبا فقهيا أو قانونيا .
4ـ صعوبة ترتيب هذه النصوص القانونية ترتيبا فقهيا وتمحيصها جيدا .
مصطلحات البحث :
جاء في هذا البحث بعض المفردات أو المصطلحات يجب بيان المراد بها للقارئ تسهيلا على القراء الذين لم يتعودوا بها من هذه الألفاظ ما يلي :
1-             الماندنغ : وقد يكتب على الماندين يطلق على المكان وعلى سكان ذلك المكان الذي تنتسب إليه هذه النصوص القانونية .
2-             الماندنكو : ويكتب على الماندنغو ، أو الماندنكان ، أو الماندنغان ، أو المالينكان ، كلها دالة على معنى واحد هو لغة أهل الماندنغ أو اللغة الماندنكية ، والمقصود بها هنا هو اللغة المستخدمة في نقل هذه النصوص القانونية من قبل الناقل رحمه الله .
3-             الناقل : المقصود به هنا هو الشيخ / سليمان كانتي الذي نقل هذه النصوص من أفواه المؤرخين والقصاصين والشعراء إلى مكتوب بحروف محلية (( نكو))
4-             سونجتا : ويكتب سونجدا أو سونديانا والمراد  به هو ملك الماندنغ الذي ولد في عام 1205 ـ 1255 م وحكم الماندنغ بين العامين 1235 ـ 1255 م والذي انعقد مؤتمر كروكانفوا في عهده وتحت حكمه عام 1236 م
5-             تونتي : كلمة مركبة من تون بمعنى الجعبة أو الكنانة وتي بمعنى صاحب والمعنى إذن صاحب الجعبة أو صاحب الكنانة وتعني السكان الأصليين العمال .
6-             تونتان كلمة مركبة من تون كما سبق بمعنى الجعبة وتان بمعنى فاقد والمعنى إذن فاقد الجعبة أي من لا جعبة له وهم المهنيون والعلماء .
خطة البحث :
هذا البحث بعنوان النصوص القانونية الماندنكية القديمة  على ضوء التشريع الإسلامي  دراسة تشريعية مقارنة .
ويحتوي على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة شملت المقدمة الإهداء و الشكر والعرفان ، وبيان موضوع البحث وحدوده وبيان أسباب اختيار البحث ، وأهمية البحث ، والصعوبات التي لقيها الباحث أثناء البحث ،ومصطلحات البحث وخطة البحث ثم يلي المقدمة الأبواب الثلاثة على النحو التالي :
الباب الأول :  التعرف على عنوان البحث قسمته إلى فصلين :
الفصل الأول : تكلمت فيه على أصل كلمة الماندنغ وعلى موقع الماندنغ الجغرافي ، وعن لمحة تاريخية عن الماندنكيين (( سكان الماندنغ ))
والفصل الثاني : تعرضت فيه على التعريف بالقانون وبالتشريع الإسلامي ، ذكرت فيه معنى كلمة القانون ومصادر القانون وأصوله وأنواعه ووظائفه . كما ذكرت فيه معنى التشريع الإسلامي ومصادره وحاجة الناس إليه .
الباب الثاني : عنيت فيه بالنصوص الماندنكية القانونية من أربعة فصول
الأول : عرض النصوص كاملة مترجمة إلى العربية
والثاني : تلخيص  النصوص المترجمة
والثالث : تصنيف النصوص حسب الأبواب الفقهية .
والرابع : دراسة النصوص دراسة  وصفية  مع ذكر الملاحظات عليها .
الباب الثالث : وهو لب الموضوع ؛ اعني دراسة النصوص الماندنكية على ضوء التشريع الإسلامي حسب النصوص الملخصة والمترجمة إلى العربية في 130 مادة تحت ثلاثة عشر فصلا وتوصية 
ثم الخاتمة  التي  تشمل نتائج البحث وتوصيات الباحث وقائمة المراجع والفهرس ..



دستور ماندن قوانين مؤتمر كروكانفوا عام 1236م





دستور ماندن
(قوانين مؤتمر كروكانفوا)
عام 1236)

جمعها الشيخ : سليمان كانتي – رحمه الله
بالحرف المحلي أنكو N'ko
عرض النصوص القانونية الماندنكية
كاملة ومترجمة إلى العربية

ترجمة الشيخ:
أبوبكر محمد كوناتي – رحمه الله



بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وجميع أمته
·        ذكر الأسباب الثلاثة  لإقامة مؤتمر كروكانفوا
سبق أن ذكرنا أن هذا المؤتمر كان لأسباب ثلاثة هي :
الأول : تعيين واختيار ملك واحد لجميع ولايات الماندنغ الاثنتي عشر وكان هذا الملك المختار هو سونجتا .
الثاني : محاكمة مجرمي حرب أهل سوسو SOSO الذين أسروا في معركة كرينا KIRINA وكان حكمهم الإعدام ( القتل )
الثالث : وضع دستور شامل للماندنغ الجديد يحتوي على شرائعه وحدوده (عقوبات) وعاداته وتقاليده ومعتقداته وأعرافه التقليدية ، أو تقاس عليه جميع أحكام الماندنغ الشرعية والتقليدية ، وتطبيق شرائعه على الجميع في صغائر أمورهم وكبائرها ، لأن الدستور المستقيم  وحده هو الذي يستطيع أن يسهل الإقامة ويطيب العيش ويسبب استقرار المجتمع الإنساني ويحفظه  من الشقاق والاختلافات والخصومات والحروب والأضرار من الغيبة والتباغض والحسد .
·        مصادر قوانين مؤتمر كروكانفوا
استمدت هذه القوانين من المصادر الأساسية الثلاثة ، إليكم ذكرها واحدا تلو آخر بالتفصيل :
1)ـ عادات الماندنغ القديمة التي أخذ المؤتمرون جيدها وتركوا رديئها وعوضوها بالجديدة الجيدة المستقيمة ، سنذكر هذه الرديئة وأسباب تغييرها وكيفية تغييرها إن شاء الله تعالى .
2)- عادات سراكولية (ماراكية) التي تعلمها سونجتا وتعود بها أثناء  إقامته ببلاد الماراكا مدة ثماني سنوات في منفاه في كل من مدينة كومبي وميما فقد عرف سونجتا هناك عادات جيدة كثيرة التي فضلها على عادات الماندنغ أدخلها في دستور الماندنغ بكروكانفوا على الطول ، وأغلبها من الشريعة الإسلامية التي أخذها الماراكاويون من المربطين العرب عند استيلائهم على كومبي لمدة عشر سنوات مثل عدد أيام الأسبوع وأسمائها وعدد شهور السنة وتقسيمها.
3)- عادات ملك سوسو  سوماوورو كانتي الذي استولى على الماندنغ لمدة 30 عاما بين عامي 1205 و1235 كلفهم خلالها ببعض القوانين الصعبة احتفظ سونجتا على بعضها لما جربه في غربته في المدن المتمدنة المتحضرة والمتقدمة عرف أن استقرار الدولة لا يتم أبدا إلا بمثل هذه القوانين الصعبة التي جاء بها الملك سوماوورو لأن السياسة عبارة عن إجبار الشعب على ما فيه صلاحه وان كان ذلك صعبا عليه ، مثل سياسة تربية الولد التي هي إجباره على ما فيه خيره وصلاحه و ومنعه عما يضره ، لأن كل ما يحبه الطفل يضره ، ويكره ما فيه خيره وصلاحه وكذلك  الشعب ، ولا يستطيع كل القادة تقويم الشعب على منفعته بل قليل منهم جدا يقدر على ذلك لذا سار سونجتا على نهج هذه السياسة السوماووروية ولكن على قاعدة استعمال القوة في البشاشة والفرح ، ثم أعرب سونجتا أنه فهم أن الانشغال بالصيد قد أضعف أهل الماندنغ وجعلهم كسالى ، لأن يوم نزول أول المطر ( ربيع ) الذي ينبغي أن يكون يوم بداية الزراعة فإنهم يجعلونه يوم بحث عن أثر القنص فينتشرون في الغابة ولا يعملون حتى انتشر الجوع في جميع أنحاء الماندنغ ، لذا فإن سوماوورو لما استولى على الماندنغ بدأ بتقليل عدد الصيادين واكتفاء كل دار ( أسرة كبيرة) بصياد واحد يطلب لهم لحم إدمهم  وأجبر بقية الشعب على الزراعة وقدر مساحة من الأرض لكل أسرة حسب جماعتها وشجع الجميع على ذلك إجبارا .
وقد احتفظ سونجتا بهذا التشجيع على الجد في العمل غير أن سوماوورو كان يأمر الشعب بلهجة قوية وصعبة قائلا : ( افعلوا هذا كرها كرها ) ولكن سونجتا غير اللهجة واستعمل اللينة قائلا : ( اعملوا هذا طوعا كرها ) ، لذا كان شيوخ الماندنغ يلمزون سونجتا في أحاديثهم بأنه سوماور لين الصوت (Soumaoro Kandiman ) ومعنى ذلك أن سونجتا مثل سوماوورو في القهر ولكنه يأمر بصوت لين وسهل ويبلغ شرائعه للناس بوجه أجمل ويفهم الشعب معاني أحكامه وفوائدها ومنافعها في المحاضرات والمؤتمرات .
·        عدد مواد قوانين كروكانفوا
حتى الآن لم يتفق الناس على تحديد عدد معين لمواد قوانين كروكانفوا حيث قال بعض الحاكين أن عددها 120 مادة وقال بعضهم أنه مئة وخمسون (150) مادة ويذهب البعض إلى أنه أقل من 120 مادة والآخرون إلى أنه أكثر من 150 مادة ولكن الأمر لم يتبين حتى الآن لأن عدم الكتابة ضيع كثيرا منها حيث لا يوجد مع أحد من القصاصين 25 مادة منها كاملة لأن المادحين الذين كانوا أولى بحفظها لم يحفظوا منها شيئا ولم يعتنوا بها أبدا لسببين :  هما :
أ‌)                 السبب الأول : أن المادحين لم يجدوا لأنفسهم منفعة في حفظها وذكرها لأن ذكرها يؤدي إلى ذكر الحقوق والواجبات أمام الملوك فيغضب الملك الجائر بذلك ، والمادحون لا يريدون إلا مدح الناس بما يحبون ليجدوا منهم ما يطلبون .
ب‌)            السبب الثاني : أن المادحين أنفسهم غيروا وبدلوا كثيرا من قوانين الماندنغ وحرفوا بعضها عن موضعها ، حيث أخذوا من جميع الممنوحين المحنونين نصيبهم واستولوا على مكانتهم حيث إن الممنوحين الحرفيين مثل ( الحدادين والصيادين ) الذين فوقهم في الدرجة ولم يرضوا إعطاء من دونهم مثل ( فينا وكرانكي Finè ni Karanke   ) بل نزعوا منهم نصيبهم ، وسنذكر بقية حقوقهم في المادة 118 إن شاء رب السماء . وخاصة الذين تعلموا القرآن منهم جمعوا نصيب المادحين والعلماء معا في حفلات الزواج والعقيقة والجنائز والدعوات الجفلى كل ذلك جعل المادحين يجتنبون عن ذكر قوانين كروكانفوا وعن البحث عن موادها فلم يعرفوا عنها شيئا حتى التي عرفتها سمعتها من كبار الوثنيين وهي التي أعرضها عليكم الآن ، أخبرت بأمر هذه القوانين عندما كنت أبحث عن أمر بعض الممنوحين الذين يطلق عليهم اسم كولي  ،Koulé فقال لي بعض من سألته عن أمرهم : لا تعرف حقيقة أمر كولي إلا إذا قرأت أو عرفت مواد قوانين كروكانفوا ، واتفق جميع المؤرخين على أن أكثر هذه المواد والقرارات اتخذت في مؤتمر كروكانفوا ولكن انعقدت مؤتمرات أخرى في نياننبا  لإسقاط بعض مواد مؤتمر كابا  وتبديل البعض الأخر أو إضافة مواد جديدة إليها ، إذن استمعوا إلى ذكر ما عرفناه من هذه القوانين :
·        الفصل الأول : في تسيير الأموال
المادة  1 : أعرب سونجتا أن الاختلافات والنزاعات والعدوات كلها تنجم عن الأمور الثلاثة وهي : الملكيات ( الأموال) والمناصب وعدم التفاهم أو سوء التفاهم بين الناس ،على هذا نبدأ في هذا التشريع بالملكيات ،قائلين إن مصادر الملكيات تقتصر الآن في الماندنغ على هذه الأشياء الخمسة : العمل ـ والإرث ـ والبيع والشراء ـ والتبادل ـ والعطاء أو العلوم الأخرى .
 المادة 2 : عند حصول الإنسان على شيء من هذه المصادر الخمسة بأي  طريق لا بدا من أن يجتهد ليشهد أحدا على حصوله عليه حقيقة ،وإلا يبقى له حتى يطلبه طالب فيؤخذ منه ويعطى لمطالبه الذي جاء بدليل واضح .
المادة 3: أي مال وجد من غير هذه المصادر الخمسة فهو ظلم وما وجد عن طريق الظلم فهو حرام مثل السرقة والنهب والاختلاس والغرر والقمار والميسر وغيرها من وجوه المقامرة .
المادة 4: السارق ومعاونه الذي اخذ منه المسروق سواء في الحكم والعذاب .
 المادة 5   : حذرا من السرقة ، من رأى سلعة رخيصة جدا فليتحقق من عدم كونه مسروقا وإلا يكون من المسروقات .
المادة 6 : من عثر على شيء ليس له ( لا يكون له ) وإنما يذهب به إلى  عمدة البلد (الوالي ) فيقوم العمدة بالإعلان عنه في المدن المجاورة وان كان ذلك الشيء مما يتلف بسرعة فالعمدة وحده يحكم الأمر بأكله أو إباحته للعاثر عليه .
المادة 7 : إن كان المعثور عليه مما يمكن امتلاكه لمدة طويلة مثل (الذهب والدابة والثوب والإناء ) يعلن عليه أربع سنوات كاملة فان لم يوجد له مالك صار لأهل القرية عامة لا يختص بالرؤساء ولا بالأغنياء ولا بكبار الشخصيات .
المادة 8 : إذا جاء صاحب الشيء المعثور عليه بعد أكله ، اشترك أهل القرية ( البلدة ) في قضائه  كما اشتركوا في أكله .
المادة 9 : إذا أكل أحد أو مجموع محدد أو تصرفوا في المعثور عليه من غير إشعار أهل البلدة  أو  قبل الإعلان أمام العمدة فهم سارقون يجب إجبارهم على قضائه ( فورا) .
المادة 10 : إذا دخل جائع في مزرعة غيره في غياب صاحب الحقل فليأكل من الحقل أو من ثمار الحقل ما يسد رمقه ثم يجمع القشرات  في حانوت الحقل ( كوخ الحقل ) ولا يأخذ معه شيئا .
المادة 11  : من سرق شيئا من ممتلكات أخواله فهو له ولا شيء عليه في ذلك .
المادة 12 : حذارا من ظلم بعضنا بعضا في العمل ، إذا عمل أحدنا لأخر أجيرا فليعط أجره بمجرد انتهائه من العمل .
المادة 13:حفظا على صحة التعامل ، إذا اخذ الأجير أجرة عمله قبل العمل فعليه إن يعمله في وقته ولا يؤخره أبدا .
المادة 14: حفظا على صحة التعامل إذا أودعت عند أحد دابة حلوبة  فللمودع عنده لبنها وزبدها ، تخرج  منها مؤنتها ، وله أيضا الولد الرابع ، وإذا كانت الدابة المودعة غير حلوبة فللمودع عنده الولد الثالث ، وان كانت دجاجة  أو طيرا آخر تقسم  أفراخها على النحو التالي : إن كانت الأفراخ أربعا فللمودع عنده الربع (4/1) ( في الأربع له واحد ، في الثمانية له اثنان ، وفي 12 له 3 وهكذا ،) وان ماتت الدابة المودعة يشهد المودع عنده أو نائبه على موتها من أقرباء المودع أو من أصدقائه أو ممن يثق فيه .
·        باب الهبة والعطية :
المادة 15  : من أعطاك اليوم أعطه غدا ، شاكرا على معروفه ويقال في المثل : (( إذا لم يوجد المعروف في بيت الشكر ولا في بيت المكافأة فقد ذهب السارق بميراثك ))
المادة 16 : من عمل لك معروفا فكافئه خيرا، وقيل في المثل : (( لا تقل زميلي إنسان وتكن أنت حيوان ))
المادة 17 : من نصح لك فأجره مثله . يقال في المثل: (( الناصح لذيذة فضلاته ))
المادة 18 : القرض والدين وسيلتان لتحسين الجوار والأخوة والقرابة ، وينبغي أن يسير على نهج سليم وليشهد شاهد على وقوعهما .
المادة 19 : يجب وجود شاهد على الديون ، وإذا قلت الأمانة  أو انعدمت يجب إحضار كفيل ورهن أو ضمان .
المادة 20 : إذا كان الرهن إنسانا يؤخذ أجر عمله من الدين حتى ينتهي الدين ولكن بنصف أجر الأجير العادي .
المادة 21 : إذا كان الرهن حيوانا فهلك فلا ضمان على المرهون عنده ، بل الخسارة على الراهن كما لو كان الحيوان عند صاحبه 
المادة 22 : الربا شيء قبيح في الدين ، لا يجوز إعطاؤه ولا أخذه لأنه يفسد الجور والأخوة والقرابة .
المادة 23 : البخيل الذي يتعامل بالربا ولا يرحم أو يبخل على ماله ويمتنع عن الدين والقرض والإعطاء فليفعل كما يشاء ، ولكن يستعد أيضا لكراهية الجيران وبغضهم وإهانتهم له لأن المثل يقول : (( إذا رفعت يمينك قائلا : لا أحب أحدا فارفع يسارك أيضا قائلا : لا يحبني أحد = (( الشر بالشر ))
المادة 24 : يجبر مماطل الدين على قضائه
المادة 25 :القرض والدين يجب قضاهما بأجلهما تماما .
المادة 26 : لا يتحول القرض  إلى دين أبدا بل يجب قضاؤه فورا .
المادة 27 : إعادة الشيء المعار واجب ، ولا يعار المعار ، ولا يكثر الحر الإعارة بل يطلب ما يحتاج إليه من الماعون ويترك كثرة الإعارة ، والمعار مضمون إذا تلف  إلا إذا عفا صاحبه ولا يرضى الحر أن يعفى عنه في تلف المعار أبدا بل يضمن .
المادة 28 : حفظا على تربية المواشي ، من أعطى ابنته عند زفافه ماشية أو مالا آخر فهو لها خاصة إلا إذا أذنت لزوجها بشيء منه ولكن بما أن الزوج هو الذي يقوم بتربية المواشي فيكون له ذكور أولاد المواشي وإناثها للزوجة صاحبة المواشي ، إلا إذا زاد الذكور على ثلث المال فلا يكون للزوج إلا الثلث فقط لأن حق الرجل في مال زوجته لا يتجاوز الثلث أبدا ، وان كانت جميع نتاجها إناثا يعطى الرجل المكلف بتربيتها ثلث النتاج حتى  لا يبقى  بلا شيء ، وعند فراق الزوجين تذهب الزوجة بجميع الأموال.
·        الفصل الثاني : في النكاح والمهر والمصاهرة
المادة 29 : أمر سونجتا بتقليل المهور وجعلها ثلاث بقرات بدلا من عشر بقرات التي كانت مقررة من قبل وهذه البقرات تقسم كالآتية : واحدة (1) للأب ، وواحدة (1) للأم والأخيرة للبنت المتزوجة (العروس) .
المادة 30 : الهدايا المقدمة لأقرباء الزوجة ( الأعمام والإخوان وزوجات الأب وغيرهم ) من الأشياء التافهة غير القيمة مثل الثياب والكولا والملح ، ولا تكون دابة ولا قيمة دابة .
المادة 31 : إذا جاء مرض الأنعام يجوز للشيوخ تخفيف المهور مؤقتا للحالة الطارئة ثم يكمل المهر عند زوال تلك الحالة ولا إعادة على من تزوج زمن التخفيف ، وإذا حدث فراق أو طلاق يرجع المهر الذي أخذ .
المادة 32: يمكن إبدال البقر بالغنم في المهر فتكون البقر بأربع شياه أو بشاتين ومعزتين أو أربع عنزات .
 المادة 33: يجب أن تكون المهور من الأنعام والثياب والأطعمة ولا يجوز أن تكون ذهبا أو ملحا فقط أو ما لا يوجد في كل زمان أو في كل مكان .
المادة 34 : لا بأس في تخفيف المهر المحدد آنفا رحمة بالناس ولكن لا تجوز الزيادة عليه أبدا ، فمن زاد عليه فخرا أو فرطا  أو حبا في الأموال عزره الشيوخ وأهانوه هو وشاهدي نكاحه وغرموه إصلاح البلد بأكبر النعم .
المادة 35: يجوز تأجيل نصف المهر أو بعضه دينا بشرط أن يقضي فيما بعد ، ويستحي الحر في أخذ جميع مهر ابنته قبل زفافها كما يستحي الحر أيضا في مماطلة مهر زوجته حتى يطالب بدينه .
المادة 36: إذا دخلت العروس ووجدت زوجها على غير صحة جنسية ، تنتظر ثلاثة أشهر ، لعل هيبة الزفاف أثرت فيه وخوفته ، وإن لم يقدر الرجل على شيء بعد ذلك وجب فسخ النكاح وهو خير من أن تعطي المرأة لرجل آخر في الدار فينتج عنه التشاجر والاختلافات في الدار .
المادة 37 : إذا فوجئ الرجل بمرض جنسي ( عدم المقدرة على الجماع ) يقوم الرجل وزوجته بطلب الدواء لذلك لأنه يعنيهما معا  وإن لم يمكن شفاؤه يستحسن أن يرضى الرجل بإعطاء زوجته لبعض أقربائه سرا تكون له ليلا ولزوجها نهارا ولكن الأولاد للزوج الذي دفع المهر لا للواطئ لأن الولد يتبع المهر والكولا لا الجماع .
وإذا فوجئت المرأة بمرض الحيض ( تخفيفه أو انقطاعه ) في سن  لا يتوقع انقطاعه فيه فهو كذلك على الزوجين  ويعينهما يطالبان الدواء لذلك   ، ولكن لا تخرج المرأة من البيت بسببه ولا تمنع من الجماع به إلا إذا خرجت من البيت بنفسها .
المادة 38 : إذا أدرك الرجل عروسه وقد زالت بكارتها وجب على الشيوخ أن يعزروها ويعزروا الزاني بها  ومربيتها وتفضح  المربية  لأنها لا تصلح التربية ،ولا يكون ذلك سببا لفسخ النكاح من الزوج ولا من أولياء البنت .
المادة 39: حرصا على إصلاح ذات بين الزوجين ، يتخذ رجل صالح وامرأة صالحة يقومان بدور الوالدين للمتزوجين ( العروس والعريس) في انصاحهما في بداية حياتهما الزوجية حتى لا يتضرر أولياء الأمور بسماع كل الاختلافات التافهة بينهما ، وليكن هذان الناصحان مخلصين لا منافقين ولا مفسدين .
المادة 40 : أعرب سونجتا أن النكاح  لا يجعل المرأة أمة ، ولكن يجعلها مقيدة ومملوكة ، فمن رضيت بهذا التقيد من النساء استراحت وأريحت نفسها ، لأن الله جعل المرأة تحت الرجل في الجماع فهي كذلك تحته في كل شيء ، فإذا اعترفت المرأة بتحتيتها كملت حريتها ، لأن المثل يقول : (( جد العبيد يدعى مأمورا ولكن الحر يعرف ما يجب عليه فعله ))
المادة 41 :أن لم يتفق الزوجان في الحياة الزوجية يفترقا  ، هو خير من بقاء النكاح على التباغض والعدوان  والشحناء ولئلا يجد كل منهما عيبا في استمرار النكاح ، وليكن الطلاق في الغابة خارج القرية أو المدينة ، لأن الطلاق أمر مشئوم لا يكثر إلا في عهد شيخ مشئوم ولا يؤيده إلا ملك زان باغ .
المادة 42: الرجل الذواق للنساء والنساء الذائقات يجب نهيهم عن ذلك وتوبيخهم عليه  ، فأي رجل طلق امرأتين لا يزوجه أحد ابنته أو أخته ، ومن زوجه امرأة يوبخه الجميع لأنه لعله هو الذي حرضه على طلاق زوجاته ليزوجه ابتنه أو أخته ، وأية امرأة كانت ذائقة للرجال وخلعت نفسها من رجلين لا يتزوج بها أحد ولو كانت جميلة بطول الأنف ، لأن الشر دواء الشر .
·        قوانين الماندنغ الأربعة المنسوخة
المادة 43 : أ) :كان مقررا في عادات سكان الماندنغ أن من طلب يد بنت أولا للنكاح يجب تزويجه إياها لا يجوز أن يحرمه إياها لغيره ، حتى لو التقى طالبان ليدها بتقديم الكولا يجب البحث عن السابق فيعطيه البنت ، وكانوا لا يقبل طلب بتقديم الكولا إلا بعد التأكد من عدم وجود طلب سابق هناك ولكن سونجتا نسخ هذه العادة ( هذا القانون ) وقال : زوجوا بناتكم لمن تحبونه لأن الرجال يطلبون من النساء من يجبونها .
المادة 44: ب ): كان مقررا في العادات الماندنكية ألا تزوج البنت حتى تزيد على 20 سنة من عمرها ، وألا يتزوج الولد حتى يزيد على 25 سنة من عمره فنسخ سونجتا ذلك القانون (هذه العادة ) قائلا : إذا بلغت البنت سن المحيض جاز تزويجها على الطول ، وإذا بلغ الغلام 20 سنة من عمره جاز له أن يتزوج على الطول ، ثم ذكر تقليل المهر وجعله ثلاث بقرات وأمر بتسهيل الزواج للرجال والنساء معا ، ولكن مع كل ذلك فإن سكان الماندنغ  يشددون المهر أكثر من جميع جيرانهم ، الشيء الذي خيب شبابهم وحيرهم فخرجوا من الماندنغ وانتشروا في كل مكان ، وإذا وجدوا في مكان الزواج السهل بقوا هناك ولا يعودون أبدا مما خرب الماندنغ وشتت جمعه أكثر مما فعلت به الحرب ، لذا نجدهم في الغربة يقولون : (( إن أجدادنا جاءوا من الماندنغ ولم يخرجوا هناك إلا لتشديدهم في النكاح ، ومازال المهر غالبا في الماندنغ حتى الآن أكثر من كل مكان لذا يجب تخفيف المهر في كل مكان وفي كل حال إلا في الباطل .
المادة 45: ترغيبا في زواج البنات مبكر يوضع عليهن فرابان( Faraban)  وبسبا ( Bassaba) علامة لبلوغهن سن الزواج وفرابان هو حزام من جلد مدبوغ جيدا مقطوع بمقدار متوسط  الاتساع توضع عليه ثلاثة أسطار أو أربعة من الودع بالنظام  وبشكل جميل جدا في ذلك الوقت . ( انظر الرسم رقم (1) 
أما بسبا( Bassaba )  فهو أيضا عبارة عن مجموعتين من التمائم ، كل مجموعة تحتوي على ثلاثة عقود من التمائم مزينة بالخميلات من الجلد ومعلقة بيسر (جبل من الجلد  مضفور ) رقيق . أنظر الرسم رقم 2

فأيما بكر بلغت الحيض تلبس بالتبان الجميل ويربط عليه فرابان وسطها ثم تتأبط ببسبين فيكون السيران على الكتفين ويلتقيان بين ثديها وهذه الهيئة تسمى بلغة المحل ( تو ) = اللباس أو التزيين بالجلد المدبوغ وهو أجمل أدوات التجميل في ذلك الوقت كما تطلق كلمة (تو) على لبس لباسا كثيرا جميلا ، فإذا رأى الناس البنت لابسة بهما عرفوا أنها بلغت الزواج فمن أرادها أخرج الكولا لطلب يدها وخطبتها ويطلب من الخاطب أن يأتي بثوب من القطن يدعى ( دالبا) ذا سبعة خطوط  فيأتي به الخاطب وهو مسرور في القصعة وفوقها المروحة ، وعند قبول الشيوخ زواج البنت يبدأون بخياطة هذا الثوب ويجعلونه إزارا للبنت ، وعند خياطة ذلك الثوب يخيطه الشيخان من طرفي الثوب ويلتقيان بالخياطة في الوسط زعما منهم أن يتفأل به الناس بالوفاق بين المتزوجين ، ويزعم الشيوخ اليوم أن ترك هذه العادات  في ثوب الخطبة هو سبب كثرة الطلاق في هذا الوقت وكان ذلك يخيطه الرجلان من الأختان ، وكان أجر الخياطة في بداية الأمر أربع نوات من الكولا  (  KOLA) ثم ست نوات ثم أصبح عشر نوات من الكولا كاملة
          لأن البنت كاملة لا ينقصها شيء وتفتخر بها البنات وكان الأجر لزواج الثيب تسع نوات من الكولا لأنها ناقصة ثم جعل عدد نوات كولا الثيب عشر نوات مثل البكر وقالوا : نعم الثيب ناقصة ولكن الأختان  كاملون غير ناقصين أبدا ، لذا أوجبوا وجود الكولا في كل النكاح ولم يعتبر الشعراء المادحون النكاح نكاحا ما لم يكن فيه كولا  ، بل كانوا يرفضون من إبلاغه مستدلين بأنهم يستحيون أن يجمعوا الشيوخ على الكلام الخالي من الكولا (الكلام الفارغ ) وبعد   خياطة هذا الثوب تلبسه البنت المخطوبة بدلا من فربان وبسبا ( Faraban ni Bassaba     ) وتلبسه فوق عقود الخرزات يدعى بايا ( Bayah) وبهذا تبدأ البنت الحياة الزوجية ويباح استمتاع خطيبها بها بالجماع الظاهر ، لأن الجماع الخفي عندهم هو الزنى إذن فأيما بكر لبست ثوب الخطبة فوق العقود تعرف بأنها مخطوبة أو متزوجة ويلمزون البنت المخطوبة بآخذة البايا ( العقود) ، وإذا قالت البنت (( لست لابسة ولا آخذة العقود ( البايا) ، معنى ذلك أنها غير متزوجة .
المادة 46 : ج) كان مقررا في قوانين الماندنغ وعاداته منع اختلاط الغلمان بالبنات منعا باتا ، وكان الشبان يلعبون على حدة والشبات يلعبن على حدة ( لوحدهن ) بدون أي اختلاط ، فرأى سونجتا أن مثل هذا القانون يشدد شوق المحبين ولا يمنع الفاحشة بينهما أي أنه يجعل الأحباء يشتكون بالفراق ولا يجدي  في منع الزنى  بين الرجال والنساء ، فأمر باختلاط الجنسين وأن يلعب الشباب مع البنات وأن يبيتوا معا استئناسا وتحبيبا ، ولكن لا يخلو شاب واحد ببنت واحدة ولا يبيتا بانفرادهما ، بل يبيتون جمعا في الحركة ولكن حذار حذار  لايرضى ماندنغ بالفاحشة    ( الزنى) ومن زنى يؤدب ويعزر حتى لا يفكر غيره بالإقتداء به فضلا عن أن يفعل مثل ما فعل .
المادة 47 : د) التسهيل على العبيد
العبد في اللغة الماندنكية هو جون (Djon)  أو بولومو  (Bolomôô) الحر يسمى ((ما ))( Ma)  وهو الذي يملك نفسه ، فلما جاء الإسلام استعملوا كلمة هورو(Hôrô) وهورويا (Horôya )نقلا من اللغة العربية ( الحر والحرية ) مباشرة حتى في عام استقلال ماندنغ من حكم سوماوورو عام 1235 م قالوا ( جونيا فسيالا مايادي ) يعني أصبحت العبودية خيرا من الحرية . ولقد أعتق سوماوورو جميع عبيد الماندنغ عند حكمه عليه قائلا : إن اتخاذ العبيد يضعف أكثر الشعب ويجعلهم كسالى ورفضهم عن العمل بدعوى أنهم أحرار مالكون أنفسهم وهم أغلبية السكان ، لذا أعتق العبيد وأمر الجميع بالعمل ، ولكن خلال العام الذي استغرق في حرب سوماوورو والعام الذي يلي عام حرب سوماوورو والذي استغرق في الزراعة قبل انعقاد مؤتمر كروكانفوا عام 1236 م استطاع سكان الماندنغ استرجاع كثير من عبيدهم لأنهم لم يكونوا راضين بتحريرهم ، حتى أنهم وبخوا سوماوورو عند محاكمة أسرى سوسو بأربع جرائم وهي : 
1ـ  تحرير العبيد  2- تقليل عدد الصيادين  3- الأعمال الإجبارية          4- تشديد القوانين ، وقالوا إن غرض سوماوورو في تحرير العبيد هو تعبيد الجميع ( استرقاق الجميع ) ، لذا عندما وصل الكلام في مؤتمر كروكانفوا إلى هذا الباب قال سونجتا كنا نود تحرير الأرقاء ( العبيد ) اليوم ووضع حدا للعبودية كلية ولكن يقال في المثل الماندنكي " إن الدجاجة تعرف ما سيفعل بها بما يفعل بالطير " فعلى هذا ، عرفنا في محاكمة أسرى أهل سوسو أن زملائنا لم يرضوا بتحرير العبيد (الأرقاء ) لذا سوف نترك الأمر كما هو أولا ، ولكن سنسهل على العبيد تسهيلا كبيرا ونجيز لهم الملكية حتى يقدروا على شراء عبيد آخرين لأنفسهم ، في هذا الصدد من كان له عبدا فليعرف أنه إنسان لا حيوان فمن عامل  العبد معاملة الحيوان أدبناه وعزرناه .
المادة 48 : على سبيل هذا التسهيل ، كان من العادة في الماندنغ أن يذهب العبيد إلى المزرعة قبل طلوع الفجر ويرجعون منها  بعد غروب الشمس فقد انتهى ذلك اليوم فلا يبدأون العمل بعد اليوم إلا بعد طلوع الشمس ويرجعون من المزرعة عصرا أو يعملون لأنفسهم يجدون فيه مؤناتهم منها إن كانوا عاملين .
المادة 49 : لقد أبيحت الملكية للعبيد من الآن كلية ، على هذا قسمت أيام الأسبوع بين السادة والعبيد : خمسة أيام للسادة ويومين للعبيد  كأبناء الدار ( أبناء السادة وإخوانهم ) الذين يعملون لآبائهم أو لأخيهم الكبير في خمسة أيام من الأسبوع وفي يومين لأنفسهم ، ومؤنة اليومين على صاحب اليومين وله كل ما يجده في عمل اليومين ، يسمى مال العبد باسم ( جونكورينيو Djonkôrönyô ) يعني خاصية العبد فأغنى العبيد العاملون في الماندنغ  حتى اشتروا لأنفسهم عبيدا ، وعبيد العبد يسمى في لغة سكان الماندنغ (جونماجوروDjon madjôrô ) أي عبد العبد .
المادة 50 : أولاد الأمة تابعون لأمهاتهم في الرق للسادة لا لمن وطء الأمة ، نترك هذا الحكم على ما هو عليه .
المادة 51 : العبد الذي اشتري والذي أسرى في الحرب كلاهما عبد للسيد أما أبناء العبد فهم المولودون في الدار ( وولوسو Wolosso  ) وليسوا عبيدا بل هم مثل أولاد السيد وإخوانه في أحكام الدار ، ولا يمكن بيع أولاد العبيد وأولاد الإماء لأنهم ليسوا عبيدا في قانون الماندنغ ، وبهذا يقال في المثل " اعتراف العبد بالمعروف وشكره لسيده جعل ابنه عبدا وإلا ليس ابنه عبدا ، وبنات العبيد يتساوون مع بنات الصلب في الحكم عند زفافهن وتذهب بنت الأمة مع أختها بنت الصلب إلى دار زوجها عند زفافها كما تذهب بنت الصلب مع أختها بنت الصلب .
المادة 52 : من أراد بيع عبده أو هبته لأحد فليبعه أو يهبه لمن هو قريب للعبد لكي يعتقه فورا ومجانا وبسهولة ، والقريب الأقرب يسمى في اللغة الماندنكية " براموكونا " ( Baramôô Kouna ) أي القريب المرّ هو من ثمنه مر في حلقه مثل الخال القريب والعم والعمة القريبين، وإن  لم يرض القريب المعتق عن ماله الذي أعتق به قريبه فليرده القريب المعتق قليلا  قليلا حتى ينتهي من رد الجميع .
المادة 53 : من رأى قريبه في الرق فليحرره إن كان قادرا ، ولا يجوز ( ولا ينبغي ) لسيده أن يرفض من عتقه ، وإن رفض يجبره الوالي .

·        الجد والاجتهاد في العمل ومحاربة الكسل
المادة 54 : أعلن ماري جاتا قائلا : إننا وصلنا إلى باب العمل لأن كل ما نطلبه جميعا في هذه الحياة هو المتاع الحسن في الدنيا واللباس الجميل والدواء الجيد لأمراضنا ، ولا سبيل للحصول على هذه الأشياء إلا بالعمل الحسن وقديما قد قامت الماندنغ على ثلاث كلمات هي : ( العلم والعمل والعدل ) إذن من لا علم له فكيف يعمل عملا حسنا نافعا ؟ ومن لا يعمل عملا يغنيه عما في أيدي الناس كيف يعدل ، وعليه ديون الناس ؟ ومن لم يعدل فكيف يعتمد الناس عليه في المروءة ومن لا يمكن الاعتماد عليه في الإنسانية فما فائدة وجوده في هذا الكون ؟
الجواب عن هذه الأسئلة يبين لنا وجوب التعليم علينا جميعا والعمل النافع والعدالة في جميع الأمور ، لذا نمنع الكسل ونوجب الجد والاجتهاد في العمل ، ولا نكسل  ولا نرضى لأحد أن يكسل لأن العامل لا يستفيد من ثمرة عمله بين الكسالى لذا نجبر الجميع على العمل ونرضى عمن لا يعمل ليخرج من الماندنغ .
المادة 55 :  إذا جاع  أهل دار يناديهم الوالي أمام الجماعة ويسألهم عن كيفية عملهم ويوبخهم ويحقرهم ثم يهددهم بأنهم  إذا لم يعملوا  بالجد والاجتهاد يأخذ أختانهم منهم بناتهم ولا يزوجهم أحد بعد ذلك .
المادة 56 : أعملوا جميعا ذكورا وإناثا كبارا وصغارا كل بقدر طاقته وبنشاطه ولو لم يقدر الشيوخ على العمل ولكن وجودهم مع الشباب في محل العمل ضروري يشجعون  الشباب ويحرضونهم على العمل وينشطونهم فيه لأن ما ينفع فيه حضورهم في محل العمل أكبر من عمل يدهم وبذا يقول المثل (عين صاحب المزرعة لا تساوي مقام جذع شجرة)
المادة 57 : على الجميع محبة العمل والترغيب فيه وليشجع الجميع  الشباب الذين لهم قوة العمل وليحرضوهم عليه وليشجع الشباب أنفسهم  فيما بينهم وليجتمعوا ويتسابقوا في العمل ويعملوا جماعة وليكثروا المقاولة الجماعية في الزراعة وليخلصوا في أعمال السادة ( الأسياد ) وليضعوا جوائز التفوق في الأعمال الجماعية ولتكن الجوائز متنوعة حسب تنوع الأعمال وباختلاف أوقات العمل من زراعة البذور إلى الحصاد ووضع أغنية لكل جائزة رسم بعض الجوائز في ذلك الوقت ( جيفري Djefre  ) رقم 3.
جيفري : أو الجائزة أو شعار التفوق في العمل في الماندنغ ( Mandeng ) هو مثل فرابان ولكنه أكبر من فربان راجع مادة ( 45) يختلف عن فربان من حيث أن أسطار الودع عليه كثيرة ومن حيث تعلق أرياش الطيور الجميلة عليه ، يربطه العامل المتفوق وسطه ثم يمدح وينشط ويشجع بأجمل الأغنية .
المادة 58 : حرصا على الجد والاجتهاد في العمل وتحذيرا من الكسل يسند جميع أعمال جماعية إلى الشباب الذين  لهم دور النوبة في الأعمال الجماعية والفريق الشبابي الذي يلي : فريق أصحاب الدور ليقوموا بتطهير القرى والمدن وإطعامها وأن يقوموا بغرس الأشجار ذات الظلل ، ويعدوا مقاعد تحت تلك الأشجار المظللة من الأخشاب والأحجار الجميلة والأرمال الطاهرة .
المادة 59 : حرصا على الجد والاجتهاد وحذرا من الكسل يجب أن يقوم الشباب بدور الشرطي بحراسة البيوت والديار أثناء العمل وهؤلاء الشباب الذين لهم الدور الشبابي يجب أن يراقبوا الكسالى فأي كسول يبقى في البيت  أو في الدار أثناء  العمل يضربونه بجميع أنواع السياط ويطردونه من البيت إلى الحقل ،  كما يجب أن يحرسوا المزارع ويمروا فيها أثناء العمل فمن رأوه نائما أو جالسا تحت الأشجار يضربوه بأنواع السياط ، ويستيقظوا مبكرا الأولاد الذين يحرسون الحقول ويشيعوه بالسوط حتى الحقول ، إذا أفسدت الوحوش الزرع تحت واحد من هؤلاء حراس المزارع فليضربوه شديدا ، وإذا أهمل واحد منهم دابة يرعاها فليضربوه ، وإذا وجد عند واحد منهم شيئا طفيليا سواء له أو لغيره فليضربوه بجميع أنواع السياط ، والمراد بذلك أن يوجد في يد ولد ثمرة غير ناضجة أو غير بالغة للحصاد والقطع سواء من حقله أو من حقل غيره فليضربوه بكل أنواع السياط من غير رحمة بهم ولا استحياء في ضربهم في ذلك ومن غير تردد في ضربهم ولو كان هذا الولد من أولاد الأصهار لذا يتنكرون في الأقنعة لئلا يعرفهم أحد ويسمون باسم (سمي  N'tooman  ) ويتكلمون في أنوفهم لئلا يعرفهم الناس ومن سماهم بأسمائهم الحقيقي فقد أفسد قانون البلد فيغرم بمعز .
المادة 60 : إذا عجز هؤلاء الشباب أصحاب الدور الشبابي ( الحراس ) إذا عجزوا عن أمر أو صعب عليهم إصلاح أمر فليذهبوا به إلى طبقة الكهلة فإنهم لا يعجزون عن  إصلاح  أي أمر اجتماعي وهم في مرحلة بين الشبابة والشيوخة .
تنبيه : كانت مراحل الشبابة في الماندنغ منقسمة إلى سبعة أقسام تالية :
أ‌)        ـ الحراس: أو تلاميذ العادات وهم من السن العاشر إلى السن الخامس عشر وهم الذين يحرسون الأنعام والحقول ورعاتها .
ب ) ـ الحراس الكبار من السن الخامس عشر إلى السن  العشرين ، وهم على باب الختان وهم الفوج الثالث لأصحاب الدور.
ج )ـ  نواب أصحاب الدور : من السن العشرين إلى السن الخامس والعشرين  وهم المختونون .
د) ـ أصحاب الدور من السن الخامس والعشرين إلى السن الثلاثين وهم شباب كاملون ( أولو الرشد ) الذين هم على باب النكاح .
هـ ) ـ ما قبل أصحاب الدور من السن الثلاثين إلى السن الخامس والثلاثين وهم كبار الشباب .
و)ـ أجداد أصحاب الدور من السن الخامس والثلاثين إلى السن الأربعين وهم يعملون مع أحفادهم لتنشيطهم في العمل .
ز)ـ مرحلة الكهلة وهم الذين بلغوا السن من الأربعين إلى الخامس والأربعين  وهم في الحد الفاصل بين الشبابة والشيخوخة ، وفي ذلك الوقت يكون أبناؤهم قد تزوجوا إن كانوا هم قد تزوجوا مبكرا ، وهؤلاء الكهلة يستطيعون أن يشاركوا الشيوخ في الكلام والحديث ولا يستحيون من أحد في إصلاح الأمور الإنسانية والاجتماعية بالكلام ، لذا فإن أصحاب الدور من الشباب إن عجزوا عن إصلاح أمر يرجعون به إلى الكهلة ، وإذا رأى الكهلة إهانة من الشيوخ إليهم يقولون لهم ( الإنسان يقص أموره لأبنائه ، أما إخوانه فقد شهدوا كثيرا من حياته )
المادة 61: تحذيرا من الكسل وتشجيعا وحثا على العمل بالجد ، فأي شيخ كسول يراه الشباب والكهلة لا يعمل يذهبون به إلى الوالي أو إلى العمدة ليلومه ويوبخه ويحثه على العمل بالجد والاجتهاد حتى يجتهد ويعمل بالجد والاجتهاد .
المادة 62 : فقد بين المؤتمر أن الأراضي للبناء والزراعة يستوي فيها سكان البلد الواحد الأصليون منهم والضيوف الأجانب ما داموا ساكنين في البلد ، وأن أراضي الماندنغ مملوكة للملك فقط يدفعها أمانة للأصليين الذين شهد أجدادهم أنشاء القرية ، فما دامت هذه الأراضي أمانة في أيديهم  فلا يجوز لهم أن يمنعوا أحدا عن الزراعة والبناء فيها ويؤخذ منها ثمن ، فمن أخذ ثمنا من أراضي الماندنغ أخرجنا ذلك الثمن من بطنه بالسيف ، لا يمنع من أراضي الماندنغ إلا من يريد نقلها إلى دولة أخرى ولا سبيل لذلك ، مادام يوجد من أراضي الماندنغ جزء للبناء لا يخرج باني البيت إلى الخارج حسدا ، لا تكون أرض الماندنغ أرض حاسد لا يزرعها ولا يدفعها للزارع ، ولا يبني عليها ولا يتركها لبان يبني عليها .
·        باب الحفظ على الأنفس والأعراض
المادة 63: أعرب سونجتا قائلا : لا نستطيع أن نبدأ الكلام في هذا المقام إلا إذا مدحنا أهل الماندنغ وشكرناهم على احترامهم القوانين وعدم خرقهم للشرائع ووقوفهم على الحدود إلى الأبد ، لأنهم لا مثيل لهم في قبول الشرائع ، لأنه منذ حرم أجدادنا قتل النفس صدقة أو هبة للأصنام  أو هدية للأموات منذ القدم ، لم يتعرض أحد منهم لخرق هذا التحريم ولم يبح أحد حرمته ، شكرا لهم بهذا المعروف القديم ولكن حيث أن بعض جيراننا يقتلون النفس لبعض حاجاتهم ، والإنسان سريع التأثر بغيره بالإقتداء ، لذا نجدد تحريم قتل النفس اليوم أيضا لأنه لا ينبغي لنا في هذا المؤتمر أن ننسى عن أي شيء بل نتكلم في كل شيء وننظر في الشرائع القديمة لنلغي منها خبائثها ونجدد نفائسها ونزيد فيها ما لم يره الأقدمون .
المادة 64: تجديدا لهذا القانون نكرر تحريم إهدار الأنفس والأعراض وجرح الأبدان بالسلاح يستوي في هذا القانون قوى الماندنغ وضعيفها ، ولكن نؤكد هذا الحكم للأصناف الثلاثة الآتية أسماؤهم :
أ)ـ الكهان والعرافين أن يذكروا للناس جميع أنواع الصدقات إلا صدقة الإنسان وإن رأوا في الكهنة صدقة الإنسان يسكتوا عنها ولا يخبروا بها أحدا ولا يسمعه منهم أحد ولا يشيروا بذلك لعين أحد مهما كانت ، وإن سمعت منهم تقع على رؤوسهم وعلى أنفسهم
ب)ـ أصحاب الجنازة ، نقول لكم مهما كبر شأن الميت لا تتجاوز صدقته عن سويق الأرز والكولا والدجاجة والأغنام والبقرات ، وإذا سمعنا من أحد أنه جعل إنسانا صدقة ولو مريضا أو معوقا فضلا عن صحيح نقتله ونقتل جميع أهل هذا الميت بالسيف ومن رأى في المنام أن ميتا فلانيا طلب تقديم صدقة إنسان له ندخل السيف في فم الرائي ، وقيل في المثل : (( إذا ضرب إنسان لأجل ما رآه في المنام فهو بسبب إخبار الناس بها )) .
ج)ـ يبلغ هذا القانون لأصحاب الأصنام والأوثان قائلا كانت هبة الأوثان والأصنام قديما الكلاب وينبغي  أن يبقى كذلك ولا تتجاوز عن ذلك ومن أراد جعل هبة صنمه وهديته إنسانا ولو ميتا فضلا عن الحي ولو كانت بهبته آفة من عمي أو سلل أو العجز عن المشي أو كان لونه صفرا أو غيرها من الآفات والعيوب ـ نقتله ونحرق صمنه ونقتل صانع هذا الصنم ولو احتاج الأمر إلى عظم الإنسان الميت في القبر منعناه عنه بالسيف ، وهذا الحكم يعرفه أهل الماندنغ من قبل فعليهم المحافظة عليه دائما .
·        باب الحفظ على الغرباء وأموالهم
المادة 65 : الغرباء وأموالهم أحق بالحفظ من المواطنين الأصليين وأموالهم في الماندنغ ، فمن فقد ماله منهم أو أصاب شيء بدنه على أرض الماندنغ فسكان هذا المكان مسئولون عن ذلك والضمان عليهم ، ولو أخذ  السباع حمارهم فضلا عن أنفسهم في الطريق أو الشوارع التي يمشون عليها في أرض الماندنغ فالمسئولية على جميع صيادي الماندنغ وخاصة صيادي ذلك المكان ، لأن تجوال المسافرين هو الذي يطيب السفر والحضر ، إذا كانت المصائب تصيبهم دائما في سيرهم حتى يخافوا على أموالهم وأنفسهم ويتركوا السير والتجوال في الطرقات في الدولة ، تكون الدولة بذلك صعبة وغير مريحة كلية ويقول المثل : ( يمكن خلو القرية ( البلدة ) ولا يمكن خلو الطريق ) على هذا يجب احترام الغرباء وحفظهم وأموالهم ليكثر حضورهم عندنا دائما ، ويذهبوا بسمعتنا الطيبة الحسنة أو يصبح بعضهم جيرانا طيبين لنا ويسهل السفر على إخواننا المسافرين بذلك لأن الإنسان يصل إلى مكان الذي لم يحتسب وصوله إليه ويجاوزه فورا ، كما في مثل الماندنغ .
المادة 66 : بين سونجتا قائلا : حفظا على الغرباء وأموالهم أن من استضاف ضيفا فليسأله من أين أتى ؟ إذا كان له أهل في القرية أو في المدينة يريه إياه ، ثم يبلغ مجيئه للعمدة أو الوالي في نفس يوم مجيئه ويريه أهل البلد ويريهم إياه ليكثر معارفيه وليؤلف بسرعة ، ولا يأبى المضيف إخبار الناس بمجيئه أبدا لأن مثل الماندنغ يقول : ( الضيف غير المعلن عنه لقيط ) .
المادة 67: قال إذا مات غريب في الماندنغ تحفظ جميع أمواله حتى يأتي أحد أقاربه فيدفع له الأموال ، ولو كان ذلك القريب من أهل وطنه فقط من غير معرفة بينهما ، لأن يأخذ ذلك القريب أمواله خير من أن نأكل نحن  أهل البلد .
المادة 67: إذا تزوج  الغريب بأختنا أو بابنتنا ومات أخذت الأخت أو البنت المتزوجة ـ المتوفى عنها ـ أمواله ولا تدفع لأقاربه إلا إذا ماتت تلك الزوجة المتوفى عنها فيرثه أهله ( أقاربه ) لأن بذور الأخوة الزواج .
المادة 69 : قال سونجتا : إذا كان الغريب مجرما يعمل ما يوجب القتل أو الإفلاس  أو الحجر ( المنع من التصرف في الأموال )  يطرد من الماندنغ كليا ولكن لا يقتل ولا يؤخذ منه ماله ولا يفلس ولا يحجر من ماله .
·        المناصب التي تسبب الاختلافات أحيانا
المادة 70 : أوضح سونجتا قائلا : يجب علينا أن نطلب دواء لاختلافاتنا على المناصب التي تسبب الاختلافات ، حذرا من الاختلافات والخصومات في طلب المناصب ، لقد جعل أجدادنا السلطة في بيت واحد يتوارثونه بعض عن بعض دائما لئلا يختلف الناس ويتنازعوا عليها دائما عند موت الملك السابق دائما ، ثم قسموا الشعب قسمين : أ)ـ  تونتي(Tonty )   ب) ـ تونتان ( Tontan) ثم قسموا كل هذين القسمين إلى أقسام فرعية متعددة ، وقسموا المناصب بين هذه الأقسام الكبيرة والأقسام الفرعية كلها ، لذا قلت التنازعات على المناصب في الماندنغ جدا ، فاليوم لا نكتفي بتقسيم أجدادنا بل نؤيده جدا ثم نزيد عليه بالجدد لتنتهي الخلافات والخصومات والبغضاء والتنازعات في الماندنغ ويبقى فيها الاتفاق والتحابب والوئام ، فالآن نوجب احترام مناصب الغير على الجميع .
المادة 71 و72 : حفظا على احترام المناصب فمن كان أكبر الناس سنا فهو عمدتهم في البلد ، بشرط أن يكون رجلا من قبيلة السكان الأصليين الذين أنشأ أجدادهم البلد  لأول مرة فأكبر نسله يكون عمدة من الآباء ، أما الأولاد فلا ، ولو كان أولاد أكبر من الأعمام سنا ، وكذلك لا يكون العمدة من الذين جاءوا بعد إنشاء البلد ( الضيوف ) ولو جاء أحد وأنشأ قرية صباحا فجاء الأخر مساء فالأول هو صاحب القرية دائما وهو المضيف .
المادة 73 : إذا عرف العمدة أنه لا يقدر عمل العمادة لكبر سنه فليختار لنفسه شابا يلبس لباسه ويبلغ عنه في المهمات ليكن هذا الغلام الشاب ممن يستوي فيه عقل السلطان ونشاطه وشجاعته وإذا لم يقدر هذا الغلام على ما أنيط به يبدل بغيره ولو مرارا ( عشر مرات) يجوز له ذلك لأن الأمر له .
المادة 74 : في مهمة إدارة العمادة يختار من كل قبيلة رجل واحد يكون مع العمدة في تنفيذ الأمور ، وهم النقباء أو النواب في البرلمان ، لا يجوز للعمدة تنفيذ أي حكم على غرة منهم ( في غيبتهم ) مهما غضب العمدة ، ويقول المثل : (( الجماعة لا تجتمع على أكل شيء غير نظيف ) ) ومهما كبر سن أحد فإن سن قوانين الماندنغ أكبر منه سنا  .
المادة 75 : بعد هذه السلطة الخاصة للعمدة ينبغي أن تبقى سلطة الملك في بيت الملوك الذي فيه الملك ( بضم الميم ) ليرض بذلك الكل دائما لئلا يسبب التناقض والتنازع على السلطة الفتنة بين الجماعة في الدولة عند وفاة الملك السابق ، لأنه إذا مات ملك قام طالبو السلطة بالسلاح والسكين بعضهم ضد بعض فيساعد كل واحد حبيبه فتخرب الدولة بالتنازع والتناقض ويقول المثل : (( مدينة الاختلاف والتنازع مهما كبرت واتسعت فهي طلل في يوم من الأيام ))
المادة 76 : كما يساعد نقباء القبائل العمدة كذلك يرسل نقيب من كل عمادة ليساعدوا رئيس المقطعة ويرسل نقيب من كل مقاطعة لمساعدة حاكم المنطقة ، ويرسل من كل منطقة إلى عاصمة  الماندنغ  لمساعدة الملك على إصلاح أمور البلاد الذي يرأس الماندنغ .
تنبيه : كما قسم المناصب فكذلك وضعت الأقران الشبابية والممازح والأفواج والملاعب على ما سيأتي  إن شاء الله الرب الكريم .
·        أسباب سوء التفاهم
المادة 77: سوء التفاهم الذي يسبب التنازع والاختلافات حقيقة تحل مشكلته  على الطرق التالية :
1-    ـ أن يكون الولاة والقادة والمسئولون والحكام عدولا يفصلون بين الجماعة بالحق والصدق والعدالة .
2-    عدم التمييز بمساعدة الإخوة والأقارب والأصدقاء أمام القضاء مطلقا ، إذا كان لا بد  من تمييز الأقارب فليكن في العطاء والمساعدة والتدريس بالدين والسلف والسلم والإعارة والمعاملة فقط .
المادة 78 : إذا كانت الخصومة بين الاثنين فلا يكون الفصل مداورة بل ينادى الجميع في مكان واحد فيعطي صاحب الحق وصاحب الظلم اللوم ثم يفصل بينهما بالحق
المادة 79 : إذا كانت الخصومة بين أهل الدارين أو القبلتين أو البلدين يؤتى بالخصومة عند الشيوخ ليبحثوا فيها ، فمن عليه اللوم يلام ( ولا يجوز إهماله ) بل يوضع عليه ما يستحقه من الغرامات والعقوبات ، حتى لا تبقى الخصومة بينهم .
المادة 80 : لا يجوز النسيان عن الشهود في الحكم أو في الشكاوي ، ولا ينسى أيضا عن طلب العفو من صاحب الحق ولا عن لوم الظالم ، وليجتهد الكل في طلب الحق وطلب الشهود ، ليقلل طلبهما الخصومات والتحاكم لدى الحكام جدا .
المادة 81 : إن شهد أحد بالزور وعلم ذلك تلغى شهادته ويعزر شاهد الزور ، إن كان قد أكل مالا يؤخذ منه .
المادة 82 : إذا بحث الشيوخ في الأمر فوجدوا نميما أو واشيا بين المتخاصمين ينادى أمام الجماعة ويخجل ويفضح ويوضع عليه الغرامة يأكلها شيوخ البلد ويسمى إصلاح البلد بعد إفساده ،
المادة 83: لا يخاصم أحد  أحدا بغيبة سمعها منه حتى يسأله أمام عدة الشهود العدول ،فإن أنكره فلا كلام ولا شيء عليه ،لأنه كذب عليه ولا يجسس عليه كثيرا بعد ذلك ، لأن من أنكر مقالته إن لم يكن خائفا فهو مستح خاجل وإن أثبتها  فليصلح الإخوان بينهما وليحكموا بينهما بالعدل بإعطاء صاحب الحق حقه وإلقاء اللومة على الظالم .
المادة 84 : من خاصم غيره بغيبة سمعها منه من غير أن يسأله أمام الغير فليلم ذلك الخاصم لومة شديدة ، لأن الكلام قبل الخصومة .
المادة 85 : على القضاة والشهود أن يطفئوا نار التخاصم والتحاكم والخلافات دائما ومنع  الخصومات الجديدة بالعقل والصدق في القول ، لأن الحق يهدي هيجان صاحب الحق ويبرد قلبه .
المادة 86 : حذار أن يذكر المتخاصم شيئا من الخصومات القديمة المنتهية أثناء الخصومات الجديدة لأن ذلك يصعب فصل الخصومات ويعذر الإصلاحات بل ويوقظ الفتنة النائمة ويجدد البلاء دائما .
المادة 87 : من غضب في الخصومة حتى جرح خصمه بالذخيرة يلام وإن كان له الحق ويؤخذ منه أرش الجناية ( الدية ) ويقوم الجاني بإصلاح البلد ، وإن عجز المجني عليه الجريح عن العمل يقوم الجارح بأعماله بعد دفع الدية وإصلاح البلد حتى يشفي الجريح ، ففي هذه الحالة تكون غداؤه على صاحب العمل وعشاؤه على نفسه  إلا إذا كان العمل في قرية أخرى فيكون غداؤه وعشاؤه  على صاحب العمل  لتعذر الذهاب والإياب بين القريتين ليلا .
المادة 88 : من أخذ سلاحا أو ذخيرة في الخصومات فقد جاء بجريمة كبرى فعليه غرامة وإصلاح البلد وإن لم يصب أحدا ، فأن أصاب أحدا فقد سبق الكلام عليه على حكمه في المادة 87 السابق ، ومن قتل يقتل قصاصا توضع الغرامة على من أيده من إخوته في الإجرام .
المادة 89 : من قتل إنسانا خطأ بغير عمد لا يقتل قصاصا ولكن يدفع كفارة غالية ويصلح البلد أيضا جدا ، وشبه العمد هو قتل إنسان بما لا يقتل غالبا كقتل إنسان بضرب اليد أو غيرها مما لا يقصد به القتل مثل قتل إنسان بلطم واحد . أما الضرب بالعصا الكبيرة أو الطعن بالرمح أو القطع بالسكين فليس بشبه العمد لأن كلا منها يقصد به القتل صراحة . 
المادة 90 : قال سونجتا إن الخصومات والنزاعات قد تدخل بين قريتين من قرى الماندنغ أو بين بلدتين منها ، ولكن لا تتحول إلى حرب ولا إلى تقاتل بينها أبدا ، فأية مدينة أو قرية قامت بحرب إلى قرية أخرى أو بلدة أخرى من الماندنغ فقد اعتدت  وإن كان لها حق فقد أفسد حقها  .
المادة 91 : إذا أعتدت قرية أو بلدة على أخرى في الماندنغ  بما يوجب القيام بالحرب فليبلغ ذلك سكان القرية المعتدى عليها ملك الماندنغ قبل أن يقوموا بحرب الانتقام ،  فالملك هو الذي سيتولى  وضع حد لهذا الاعتداء الظالمة بالحق .
المادة 92: إذا استمر هذا الاعتداء حتى أدى إلى الحرب ولم يصلح أحد بينهم ولم يخبر أحد الملك ، فإن المسئولية كلها على المصلحين في القريتين فالأمر بينهم وبين الملك لأنهم لم يقوموا بواجبهم بين الإخوة لإطفاء نار الحرب وفي المثل : (( نار الخصومة بين الإخوة يرتفع دخانها ولا يضرم ، فإن أضرمت فاعلم أنه لا يوجد هناك ذو عقل ولا جار خير ))
المادة 93 : الفنيون والمهنيون الذين عفي عنهم الأعمال الشاقة والحرب يجب أن يعرفوا ما يجري بين الإخوان دائما من سوء التفاهم وإن عرفوا ذلك يقوموا بإطفاء ناره فورا ولا يكونوا نمائم بين المتخاصمين من المضيفين ولا مشائين بالإفساد بينهم ، وإن عرف أحد منهم  بالنميمة بين الناس ثلاث مرات يطرد من البلد .
·        شتم الوالدين وسب الناس بابن الزنا وبالعبودية
المادة 94 95 : قال سونجتا : إن أهل الماندنغ  يتقاتلون عادة في شتائم ثلاثة : هي : (( أن يقال : أنت عبد ، أو أنت ابن الزنا ، وشتم الوالدين )) فاليوم أبحنا هذه الشتائم الثلاثة وخففناها وهدرنا أمرها ، وأخرجنا منها مصائبها ، فلا حرج الآن في شتم الوالدين ، فمن شتم والد غيره فليرده على والده أيضا بلا حرج ، ولو شتم والد عبده فليرده على والد سيده أيضا بلا حرج لأن من لا يحترم والديه يشتم والد غيره .
الثاني : الشتم بولد الزنا ، لا حرج فيه أيضا من الآن لأنه لا يضر إلا من عليه رائحة هذه الصفة ، لذا أصبح  الشتم به لا يضر أحدا  من سكان الماندنغ وقد يشتم الإنسان ابنه بهذا الشتم فلا يضره  لأنهم قالوا : ـ كما تقدم ـ لا يضر إلا من عليه رائحته حقيقة .
المادة 96 : الثالث : الشتم بالعبودية وهو أسهلها لأن العبودية ليست اسما ولا لقبا ولا نسبا ولا عيبا  على أحد ، وإنما المغلوب في الحرب هو العبد  أو الأسرى ، كما جعلنا سوماورو كانتي عبيدا بلا ذنب منا لذا إذا أعتق أحد من الرق لا ينبغي أن يسمى بعد ذلك بالحر الجديد أو العبد القديم لأنه لا يسمى العبد بالحر القديم وهو كذلك ، لذا قلنا اليوم : (( أي إنسان قال لآخر أنت عبد أو ابن العبد فليرده على قائله ولو كان القائل من بعض كبرائه ( من الذين يجب عليه احترامهم لأن الكبير الذي يتكلم كالصغير فهو صغير وهو عبد حقيقة لأن بعض الأحرار عبيد ، لأن من لا يعرف ما يقوله ولا يعرف ما ينبغي أن يفعله فهو عبد لأن الحر من يعرف واجبه الفعلي والقولي لذا قيل في المثل : (( جد العبيد يسمى افعل وجد الأحرار من يعرف ما ينبغي أن يقول أو يفعل ، بالعبارة العربية السليمة : (( العبد يؤمر والحر يعرف واجبه )) فمثلا البنت الحرة هي التي تعرف ما يجب عليها وعكسها رقيقة التي لا تباع ولا تشترى في سوق ولم تسر في حرب ولم تورث .
·        القسامة في التقاضي
المادة 97 : إذا اختفى وجه الحق بين المتنازعين بسبب مجادلتهما ولم يعرف ظالم من مظلوم دعيا إلى القسامة وهي القسم بعجين الأرز والكولا (Déé ni woro ) إن رضيا بالقسم تترك المحكمة وتنتظر نتيجة القسامة ببيان الظالم والمظلوم لأنه إن لم يبين العجين والكولا الحقيقة فإن الحق وهيبة الجماعة يظهران الحقيقة بلا شك في وقت آخر مهما طال الزمن .
تنبيه : في ملاحظتي خلال 40 عاما عرفت أن القسامة حق يظهر بها الحق ، وأن القسم على الكذب لا بد له من عواقب ولا بد من ظهور نتيجة القسامة لا محالة ولا شك ولا تكون القسامة هدرا أبدا ، وقد رأيت كثيرا من الناس انتفخت بطونهم فلما سئلوا عن سببه فقالوا إنهم قسموا على الكذب، ولكن الاستعمار الغربي هو الذي خفف أمر القسامة عندنا وأهانها وألغاها وذلك لسببين :
1)- عدم إيمان الغربيين بصحة أمر القسامة لأنه لا يوجد عندهم ولا يصدقون شيئا مما عندنا هنا .
2)- لم يبل المستعمرون بأي بحث عن أي حق بيننا نحن الأفارقة للقضاء بيننا لأنهم كانوا يريدون القضاء بيننا حسب مصلحتهم الخاصة دائما ، فكيف يرضون البحث والتحقيق في القضاء بيننا ؟ ولولا تقليدنا بالغرب الفرنسي في قضائه لاستطعنا أن نستفيد من القسامة في التقاضي بيننا كثيرا ، لأني رأيت أحدى عشرة قسامة بين عامي 1934 و 1972 م فظهر الحق في تسع منها واضحا ، أما العاشرة فلم يعمر أحد من المقاسمين لذا لم يتضح لنا فيها وجه الحق ولم تظهر فيها نتيجة محددة ، وأما الحادية عشرة  فقد فارقت أصحابها تماما ، لذا لم أعرف نتيجتها ، والقسامة الثانية عشرة كانت في حضرتي بمدينة سنكو (ٍSINKO) عام 1972 م فقد ظهرت فيها الحقيقة قبل بداية القسامة لأنه لما جمع الأخ الأكبر / لا نسيني كانتي المقاسمين الأربعة في مكان واحد قال : هه ! يا إلهي لن أتمكن غدا من الذهاب إلى بيلا فقلت له ماذا يلغيه قال : الجنازة لا غير ، قلت جنازة من قال : جنازة أحد هؤلاء المقاسمين سيموت هذه الليلة قريبا ، فلا بد إذن  أن نحضر جنازته صباحا ، فتفوتني  السيارة التي تذهب إلى بيلا فلا أجد الطريق بعد ذلك ، فلما سمع المقاسمون ذلك الكلام بدأوا يقلبون وجوههم ( يمينا وشمالا ) جدا لهذا الكلام ، فجأة جاء تلميذ أخي بكفن جديد معد تماما فقال الأخ الكبير للمقاسمين أدخلوا في الحمام  واغسلوا أنفسكم غسل الميت ، ثم أكفنوا أنفسكم فلتحلفوا بالقرآن الكريم ، ففي ذلك  الوقت اعترف المتهم المجرم بأن عنده الفلوس ثم قال عند قيامه : (( هذا الخزي والحياء والخجل أفضل من أن أخسر حياتي في شبابي هدرا )) وبهذا يظهر أننا لو أيدنا جميعا أمر القسامة في التقاضي عندنا لاتضح كثير من الحقائق في الحكم والقضاء ويسهل التقاضي وتقصر مدة المحاكمة لأن كثيرا من الذين يكذبون لا يقبلون القسامة أبدا بل يعترفون بالذنب والظلم بمجرد ذكر القسامة .
·        التوريث وتوزيع الميراث
المادة 98: أما ما يتعلق بالتوريث فإن الإصلاح الإنساني والترابط الاجتماعي يتطلبان أنه إذا مات صاحب الدار أن ينوب عنه أخوه التالي أو ابنه الأكبر في تسيير أمور الدار ولا يحتاج الأمر إذن إلى تقسيم الإرث ـ توزيع الميراث ـ ، وإذا أراد الأخ الكبير تحرير الأخ الصغير أو إعطاءه استقلاله يجب عليه أن يزوج له أولا وجوبا وأن يعطيه نصيبه من تركة أبيهم أو جدهم وأن يعطيه ما يزرع أو يجعله قوتا لمدة سنة كاملة ، وإن صلح الزرع أو كثرت الأنعام يستحسن أن يعطي نصيبه من الأنعام ومن الزرع أيضا . وعلى كل حال لا يجوز أن يستقل الأخ الصغير في حالة العزوبة أبدا بل لا بد من الزواج له ولا يترك سدى مجردا ولا يعطى استقلاله فجأة بل يوضع لاستقلاله موعد ببضع سنين ليستعد بالمزرعة وخزانة الطعام ومستودعه وحظيرة الأنعام .
المادة 99 : إذا مات الرجل وترك كثيرا من إخوانه الكبار أو من أبنائه الكبار الذين لا يمكن اجتماعهم في دار واحدة  قسمت التركة حسب رؤساء الديار ويقسم الورثة على رؤساء الديار ويكون الإخوة الصغار تحت رعاية الكبار منهم والأولاد الصغار تحت رعاية الأولاد الكبار .
المادة 100: إباحة للملكية الفردية وإجازة للاختصاصات في الملكية الخاصة ، فإن للإخوة الكبار والأبناء المتزوجين أن يعملوا لأنفسهم في المساء وفي يومين من الأسبوع يعملوا في بقية أيام الأسبوع الخمسة لرب الدار ( سيد الأسرة ) () في المزرع المشترك ( الحقل العام ) .
المادة 101 : إذا مات سيد الدار يلزم إخوانه الزواج بزوجاته وجوبا حتى ولو كانوا لا يرغبون فيهن ، لأن كثيرا من أولياء البنات يرفضون تزويج بناتهم لمن لا أخا شقيقا ولا أخا لأب له ويزوجونهن لأصحاب الأخوة خوفا من أن تتحير بناتهم عند وفاة أزواجهن لطلب زوج جديد ، إذن فلا يجوز أن يخيب أحد آمال هؤلاء الأولياء ، وإذا لم تر المرأة رجلا تتزوج به من إخوان زوجها بعد وفاته لا تجبر .
·        كيفية تغيير أسماء أوقات الماندنغ
المادة 102: أعرب سونجتا أن أيام أسبوع الماندنغ تختلف باختلاف المحافظات والأقاليم في الماندنغ بعضها أربعة  أيام وبعضها ستة أيام وبعضها عشرة أيام والبعض الأخر 12 يوما لأن أيام الأسبوع كانت تحمل أسماء المدن الكبرى أو أسماء أسواق المدن الكبرى في المنطقة ، ومدن المناطق تختلف من حيث العدد والأسماء ، لذا نريد توحيد أيام أسبوع الماندنغ اليوم اسما وعددا ، فنجعلها جميعا سبعة أيام ونضع لها أسماء جديدة غير أسماء المدن وهذه الأسماء الجديدة هي : ((لهدي ( الأحد ) ، تينن (الاثنين ) ، تالتا ( الثلاثاء )، أرابا ( الأربعاء ) ، أليميسا ( الخميس ) جوما (الجمعة ) سيبيتي (السبت) )) .
المادة 103 : وسنتنا منقسمة إلى 12 جزءا حسب حالات الجو ( الطقس والمناخ ) على النحو التالي :  كونبتي  (Koumbiti) نينيبا (Néné ba) كولنكولن (Koulenkoulén) بنناولن(Binnawoulén) كونكونكبي (Konkongbé) ترابا (Taraba) كونكوديببي (Konkodiby) داباتا (Dabata) واسوارا (Waswara) كاريفو ( Karifô) دابابيلا (Daba bila) تولافن (Toulafin) ولكن أوقات المطر تبتدئ في الجنوب ثم تتدرج رويدا رويدا نحو الشمال فيختلف الناس في تسمية فروع السنة ( أجزاء السنة ) لأنه إذا قال سكان الجنوب من الماندنغ أنهم رأوا الخسوف في داباتا (Dabata) يقول أهل الشمال أنهم رأوه في كونكونكبي ( Konkongbé)  رغم حدوث الخسوف في يوم واحد ( ليلة واحدة ) وفي آن واحد ولكن اختلاف أحوال الجو سبب اختلافهم في تسمية فروع السنة لأن المراد بـ : ( داباتا Dabata) هو بداية الزراعة  والزراعة تبدأ في الجنوب قبل الشمال ، لذا اختلفوا في تسمية فروع السنة لذا نريد اليوم أن نضع شهور السنة الإسلامية الاثني عشر مكان فروع السنة الماندنكية الاثني عشر لعدم الاختلاف في عدد شهور السنة الإسلامية لأن الهلال يطلع في أول يومه في جميع ولايات الماندنغ ومناطقه . وإليكم أسماء هذه الشهور : جونبيدي (Djônbèndè) =محرم ، دونباماكونون (Dômba Makônôn) = صفر ، دونبا (Dômba) = ربيع الأول ، دونني ماكونون (Dônnimakônôn) = ربيع الثاني  ، دونني (Dôny) = جمادي الأولى ، أرجبا مكونون (Aradjabamakônôn)=  جمادي الثانية ، أرجبا (Aradjaba) = رجب ، سونكروماكونون (Sounkaromakônôn) = شعبان ، سونكرو (Sunkaro)= رمضان ، منكارو ( Miinkaro)= شوال ، دووكنما كونون  (Dônkinmakônôn)= ذو القعدة، دووكن (Dônkin) = ذو الحجة .

تنبيه : معاني بعض الألفاظ الماندنكية للأوقات :
أ): ـ لوو ( Lôô) = السوق وهو  مكان اجتماع الناس للبيع والشراء .
ـ لوودو (Lôôdou) = مدينة السوق وهي المدينة التي يقام فيها السوق .
ـ لوولون (Lôôlon) = يوم السوق وهو اليوم الذي يقام فيه السوق .
ـ لوودوسافن (Lôôdoussafin ) هو اليوم الذي يسبق يوم السوق .
ـ لوودوساكبي (Lôôdoussagbè) هو اليوم الذي يلي يوم السوق .
     كانت الأسواق عادة موزعة على المدن كما تقدم ، فكان السوق يحمل اسم المدينة  أو القرية التي يقام فيها ، فيقال ( سوق مدينة فلانية ) وكانت   المدن أو القرى تتناوب في إقامة السوق يوما بعد يوم حتى تنتهي المدن أو القرى ثم يبتدئ التناوب بالعاصمة أيضا ، وهذا الدور الكامل يسمى أسبوعا ، فبداية الأسبوع الماضي يسمي لووسنينيو (Lôôssènnyô) وبداية الأسبوع التالي يسمى لووكوننيو ( Lôôkounnyô)
ب :  الولاية هي مجموعة من المدن وقد شمل الماندنغ ولايات كثيرة مثل جوما وتورون وواسولون وكوونكو وسانكرا ، كما كانت الولاية منقسمة إلى مقاطع عدة مثلا كانت ولاية تورون (Toron ) منقسمة إلى المقاطع التالية :
كونادو ( Kounadou ) جنبرن ( Djèmbèrèn ) كبونو ( Gbônô ) جني (Djènè ) ورتي ( worété  ) كورا (Kora) سبادو ( Sabadou ) جاموسي ( Djamôôssy  ) ويتكون الماندنغ من مجموع ولاياته ومقاطعاته اتحادا كونفيدراليا ، وتعتبر الولاية التي لها ملك خاص من ولايات الماندنغ  إمارة تابعة ( Royaume vassal  للمانغ ويكون الماندنغ لها سلطة عليا Royaume suzerain  
جـ : كانت السنة الماندنكية تبتدئ بـ ( كونبتي Kounbiti ) الذي يوافق شهر أكتوبر في الحساب الفرنسي ( اللاتيني ) فأول أيام السنة هو رأس السنة ( ٍSan Koun  ) إذن كان كونبتي Kounbiti  رأس السنة لأنه وقت كثرة الأطعمة بجميع أنواعها ويوافق وقت حصاد الزرع الجديد في نهاية فصول الأمطار وهي أطيب أوقات السنة في الماندنغ لأنه وقت الشبع والتمتع ، لذا كان يطلق على الزارع الذي لا ينتهي الطعام عنده في أي وقت من أوقات السنة اسم سانكون ( Sankoun  ) أي رأس السنة . ويسمون الآن بـ ( سنكون Sénkoun  )
د :  كانت سنة الماندنغ منقسمة إلى أربعة فصول هي : ( سيطوو ، فوبو، نيني ، ترا، ) حسب أحوال الجو فيحتوي كل على ثلاثة أشهر على النحو التالي :
1ـ سيطوو Sètô يشمل : داباتا ـ وسوارا ـ كاريفو
2ـ فوبو Fobô يشمل : دابابلا ـ تولافن ـ كونبتي
3ـ نيني Nènè  يشمل : نينيبا ـ كولنكولن ـ بنناولن
4ـ ترا Tara يشمل : كونكوكبي ـ وتارابا ـ وكونكوديبي
وفصلا سيطوو وفوبو من الشتاء ، وفصلا نيني وترا من الصيف ، والصيف والشتاء هما شطرا السنة ومجموع الفصول الأربعة هي السنة .
هـ :  قلنا سابق إن تسمية فروع السنة في الماندنغ كانت حسب أحوال الجو تماما :
1ـ كونبتي  Koumbitiهو وقت شدة الأمطار والزراعة فقط .
2ـ نيني Néné هو وقت الشتاء والبرودة
3ـ كولنكولن  (Koulenkoulén هو وقت اختلاط البرودة والحرارة ( اختلاط الماء بالماء ) من ذلك
4ـ بنناولن Binnawoulén هو في الفرنسية شهر يناير وهو وقت احمرار الأعشاب
5ـ كونكونكبي (Konkongbéأي بياض الغابة وخلوها من الأعشاب بتحريقها.
 6ـ ترابا Tarabaوهو وقت ارتفاع الحرارة
كونكوديبي (Konkodiby وهو وقت اختلاط أوراق الغابة وأظلالها بالأوراق
8ـ داباتا (Dabata) هو وقت حمل المجرفة والمحراث ويعني وقت بداية الزراعة .
9ـ واسوارا (Waswara) هو وقت شدة الزراعة وكثرة أعراق العمال الزارعين .       10ـ كاريفو ( Karifô) هو وقت معرفة قدرة الصغار ( صغار السن ) من كبار السن من الزارعين أي وقت معرفة الأتراب وبيانهم وتمييزهم
11ـ دابابيلا (Daba bila) هو وقت وضع  المجرفة والمحراث لأخذ المجيرفة والمحيراث لأعمال زراعية خفيفة وذلك بعد إدخال البذور .
12ـ   تولافن (Toulafin) هو وقت انتهاء ثمار الأشجار كلها وسواد الغابة بلا ثمار هذا هو وقت المجاعة وخاصة على القرود  لخلو الأشجار من الثمار وكذلك على الناس لأن الطعام القديم قد انتهى ولم ينضج الطعام الجديد بعد  .
ويسمى أيضا شهر بيع العنزة الوحيدة لأنه إذا لم يبع معنزته يضره الجوع وإن باعه لم ينته بثمنه قبل الطعام الجديد 
وبعد : فإن لبعض شهور الماندنغ اسمين مثل تولافن  = بابا فريتوما وشهر كونكوكبي = ونيفي wounèfin  ، وكونكوديبي = فيلانفيلان Filan filan  أي التردد لأن الزارع يتردد فيه  هل تبدأ الزراعة أم ينتظر قليلا ، وسوارا = كاريفوني Karifôôny ويطلق على كاريفوا كاريفوبا أي كاريفوا الكبير ، ودابابلا = جوو لأن الأرض تقئ الماء فيه أي تخرج الماء من الينابيع فيه ، وكولنكولن = والاكاتا ( صفة للماء بين البردوة والحرارة ) .
و)ـ رغم دخول حساب الشهور الإسلامي في حساب فروع سنة الماندنغ فإنهم ما زالوا يحاسبون شهورهم حسب الشتاء والصيف ويقولون : سانجيتان Sandji tan  أي عشرة أوقات المطر للتعبير عن عشر سنين ، وهذا حسابهم القديم لأن شهور الإسلام لا تستقر في الشتاء ولا في الصيف  ، ولكن سونجتا أدخل الشهور الإسلامية في  حساب الماندنغ لأجل اتحاد  جميع أنحاء الماندنغ وتوحيد حسابهم الشهري ولان تواريخ الإسلام تتفق مع الشهور الإسلامية .
·        إعداد الأنساب والمناصب الاجتماعية في الماندنغ
 المادة 104 :  أعرب سونجتا قائلا :  كان في الماندنغ قديما لكل إنسان نسبه ولكل نسب منصبه الاجتماعي فنترك الأمر على ما هو عليه هكذا ، بل نقويه على الطريق المستقيم مؤيدين الفكرة ، لأنه إذا لم يعرف كل إنسان مكانه الاجتماعي ويرض به لا تطيب الإقامة ولا تستقر ولا تصلح ، ولا يكفي إعداد المناصب الاجتماعية فحسب بل يجب على السلطة أن تجتهد في إعطاء كل ذي منصب اجتماعي حقه كاملا ، و إلا فلا جدوى لإعداد المناصب ولا يطيب العيش ولا يتم الاستقرار في الدولة ، لذا يجب إعطاء كل واحد مكانته كاملة ، لأن كل واحد يعرف أن المضجع والمجلس أوسع من الموقف ( المنصب الاجتماعي ) ولكن لا يطالب إلا المنصب فقط ، على هذا كان جميع سكان الماندنغ منقسمين إلى قسمين حسب مكانتهم الاجتماعية وهما :
صاحب الجعبة Tonty وفاقد الجعبة   Tontan وقسمت الأعمال في الماندنغ حسب هذين المنصبين ، ولكن اليوم نجعلهما ثلاثة مناصب وهي :
صاحب الجعبة ( الكنانة ) Tonty وفاقدها  Tontan والستة عشر من شباب قبيلة الكادو Kadö الذين حملوا  أمتعتنا من ميما Mèma  وكان مجيئهم خيرا لنا لأننا استطعنا أن نغلب على ملك سوسو الساحر تماما وأن نحرر وطننا  لذا فرحنا اليوم  وأعتقناهم جميعا ورضينا لهم بالرجوع إلى وطنهم كادودو Kadödou = أرض قبيلة كادو فقال هؤلاء الستة عشر ( الكادويون ) أنهم يريدون البقاء معنا هنا إلى الأبد ، لذا نريد أن نعطيهم منصبا اجتماعيا ثالثا لمنصبي الماندنغ ونعطيهم نصيبهم فتكون المناصب كالآتية :
1)ـ صاحب الجعبة  2)ـ فاقد الجعبة  3ـ العبيد الستة عشر
وهذا الاسم الأخير ليس لأنهم عبيد بل هو اسم شرف لهم ، لأنهم أحرار في جميع أنواع الأعمال في الماندنغ يفعلون ما يشاؤون من الأعمال في الماندنغ وليس ذلك لصاحب الجعبة (الكنانة ) ولا لفاقد الجعبة لأنهما مجبران على أن يعملا عمل أجدادهما ولا يمكن مخالفة أعمالهم أبدا ، ولكن حدث هناك تغيير في آخر عهد الملك سونجتا ، فقال : إن اسم العبيد الذي أطلقناه على هؤلاء الستة عشر الطلقاء الكادويين سوف لا تطيب به نفوسهم غدا ، لأن الناس في آخر الزمان سيئوا الكلام وفاسدو  الأخلاق لا يحترمون الناس وسوف لا يحترمون عهود قدمائهم فيعتبرون هؤلاء الطلقاء عبيدا أقنانا فيما بعد ، لذا قسمناهم أيضا إلى قسمين : ثمانية منهم يمزجون في الأسرة المالكة قبيلة مانساري  Manssaré  وثمانية نقسمهم بين قبائل الماندنغ الأصيلة الثمانية فيكونون أصليين مثلهم وليسوا ضيوفا وبهذا عادت مناصب الماندنغ إلى قسمين كما كان في السابق وهما: تونتي Tonty وتونتان Tontan أي صاحب الجعبة وفاقدها ولكن القبائل الأصلية الثمانية التي قسمت عليها الثمانية الباقية حرم ذكرها مطلقا .
·        تونتي وتونتنا ni Tonty  Tontan  صاحب الجعبة وفاقدها
وبعد امتزاج هؤلاء  الطلقاء الستة عشر في سكان الماندنغ  الأصليين بقي تقسيم  السكان كما كان اثنين : تونتي وتونتا Tonty et Tontan .
المادة 105 :  تونتي Tonty 
هم أغلب سكان الماندنغ وأساسهم ، ويمثلون 90 % من مجموع سكانه ولهم كنانة الرمح   ( الجعبة ) للدفاع عن الوطن وللقيام بالحروب التوسعية لتوسيع البلاد فهم الجنود والزارعون والصيادون ( القناصون ) لإعداد معيشتهم ومعيشة أهلهم وشعبهم ، وأطلقوا عليهم اسم نياما Nyama  بمعنى الغبي الذي لا يعمل إلا بالقوة ولا يعرف الحرف ( مثل الحدادة والتجارة والسكافة والنجارة والملاحة والغوص وصيد الأسماك والعزافة والغناء والفخارة والصباغة ) لأن هذه الحرف هي أعمال المهنيين Les Ouvriers  بياماكلا Nyamakala  لأنه كما أن نصال الرمح والفأس والمجرفة والسكين تمسك بمقابضها فكذلك يتمسك تونتي بالمهنيين الفنيين Artisants  .
·        قسما تونتي : لانباس وسينفي Lampassy et Siinfè
بمعنى السوابق في الإقامة واللواحق فيها ( المضيفون والضيوف )
المادة 106 : لانباس Lampassy  
هم الأصليون الأوائل الذين نشأ أجدادهم البلدة قبل بقية القبائل ومنهم عمدة البلدة ومنهم رؤساء البلدة ونوابهم ورؤساء الأقران ( الأتراب ) ورؤساء الشباب والمسئولون في الماندنغ .
المادة 107 : سينفي أو فودونيو  Siinfè ou Foudounyô
 هم اللواحق أو الضيوف الذين جاؤا أو جاء أجدادهم أخيرا وأقاموا بجانب الأصليين وكان في قانون الماندنغ قديما ألا تتزاوج القبيلة الواحدة فيما بينها لذا كانوا يحبون دائما أن تكون معهم قبيلة أخرى في الإقامة ليتسنى التزواج بينهم  وبينها فأطلقوا على تلك القبيلة  الجديدة اسم فودونيو Foudouyô لذا أطلقوا على سينفي اسم فودنيو بمعنى الأصهار لكيلا يكون أحد من القبيلتين أجنبية على الأخرى وليكون أفراد القبيلة الأولى لأفراد القبيلة الثانية أخوالا أو أجدادا من قبل الأم أو جدات أو زوجات أو أزواجا أو أحفادا أو أحماء لأن التزاوج  هو البذر المزروع للقرابة والنسب ، ولكن رغم كل هذه الإصلاحات بالتزاوج بين لانباس وسينفي فإنهما لم يندمجا أبدا بل بقي سينفي على صفة المضاف كما بقي لانباس على صفة المضاف إليه لذا نجد حتى اليوم أن هؤلاء الضيوف لا يكونون أبدا ملك البلدة ولا نائب ملكها ولا عمدة البلد ولا رئيس الفرق أو الأتراب ( الأقران ) ولو مكث في البلدة ألف عام لا يكون أصليا ( لانباس  Lampassy ) بل يبقى ضيفا أبدا إلا إذا انتقل إلى مكان جديد لينشئ هناك بلدة جديدة لنفسه .
·        قسما تونتان : موري ونياماكلا Mory et Nyamakala
المادة 108: تونتان في الماندنغ قديما هم الذين ليس لهم أي نوع من الأسلحة والذخائر ، لا رمح ولا سكين ولا بندقية ولا غيرها للحرب والقنص ، وليس لهم أيضا فأس ولا مجرفة للعمل وإنما هم مهنيون وحرفيون ومصلحون بين الناس ومعبرون عن آراء الجماعة في الاجتماعات ومعلمون ومرشدون ن وهم قسمان : العلماء والحرفيون وبعبارة أخرى الكتاب والمهنيون . وإليكم تفصيل هذين القسمين لتونتان :
المادة 109 : القسم الأول العلماء Mory
والمراد بهم العلماء الإسلاميون ، وعملهم تعليم الناس أمور الدين وإمامة الصلاة في المساجد والجوامع مع غيرها من أماكن الصلاة ومن عملهم الدعاء والتضرع إلى الله تعالى للوطن وتقديم الصدقات إليهم ومن عملهم الذبح والاستسقاء وإرشاد الشعب إلى الأخلاق الدينية الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قولا وعملا وخلقا ،
وأصل  كلمة موري Mory مشتق من مؤدب قيل موديبوModibo ثم قيل مودي  Modyثم موري Mory أخيرا على سبيل الاختصار بمعنى معلم الأولاد ومؤدبهم .
المادة 110 قبل مؤتمر كروكانفوا كان اسم العلماء خاصا بالقبائل الخمسة الآتية أسماؤها وهي : شريف Cherif وسيسي Cisse وبرتي Berete وتوري Touré وسيلا Sylla المجموعة في قولك ( شسبتوس ) = ( CE.CI.BE.TU.SY) وهم الذين يطلق عليهم اسم علماء  الماندنغ الخمسة ، ولكن أثناء مؤتمر كروكانكفوا جاء عالم كبير جديد من والاتا ( مورتانيا حاليا ) أطلق عليه لقب شاميكا Chaméka لأنه جاء أجداده من الشام ـ كما قال ـ وكان اسمه أبوبكر جاني فأضيف إلى علماء الماندنغ ، ولكن لم يكن سادسا وإنما أضيف إلى مضيفه في قبيلة علمية واحدة وكان مضيفه هو سيلا فأضيف إليه أثناء المؤتمر وكان نصيبه معه دائما  وجعل ممازحه عند توزيع الممازحين مع قبيلة سيلا ، وعند مجيء أبي بكر جاني جاء معه ابنه عمر جاني فلما بلغ زوجه أهل الماندنغ بنتا تدعى السيدة سيري Séré  فأنجبت له ابنا واحدا يدعى سيري بوكري الذي كان له أولاد كثيرون ، وهو جد قبيلة جاني الموجودة على أرض الماندنغ إلى يومنا هذا ، وما زالت قبيلتا سيلا وجاني على شيء واحد حتى الآن .
المادة 111:  قال سونجتا : لكل إنسان منصبه ومكانته في الماندنغ ، على هذا فإن هؤلاء القبائل هم علماء الماندنغ سواء تعلموا أو لم يتعلموا ، ولو تعلم غيرهم حتى صافح الله تعالى جهرة لا يأخذ نصيب هؤلاء العلماء مع وجودهم .
المادة 112: قال سونجتا تفاديا من اختلاف العلماء فيما بينهم على المناصب فيما بعد ، نقسم المناصب بينهم على النحو التالي : إذا اجتمعت قبائل العلماء في مكان واحد فشريف هو الإمام لأنه من أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي بالناس ، وتوري هو المؤذن يؤذن الصلاة ثم يقيمها ، وبرتي هو المبلغ في الصلاة لصوت الإمام فيبلغ صوت الإمام إلى الناس بصوت عال ، وبعد الصلاة يقوم سيسي بالدعاء والتضرع إلى الله ، أما سيلا فيقوم بتقديم الصدقات وذبحها ، ويشاركه في ذلك ضيفه :جاني  يتقدم في أخذ نصيبهما أكبرهما سنا دائما  لذا قيل في المثل : ( لكل عالم مكانه في المسجد )
المادة 113 : قال سونجتا : بعد تعيين هذه القبائل الخمس من العلماء ، إذا جاء عالم آخر في الماندنغ نضيفه إلى هؤلاء العلماء القدماء حتى يصبح عددهم عشر قبائل أو مئة أو ألفا ، والعالم الجديد بالخيار بين أن يندمج تحت إحدى قبائل موجودة سابقة وبين أن يبقى قبيلة علمية مستقلة وجديدة ، وفعلا جاءت قبائل علمية جديدة من العلماء بعد مؤتمر كروكانفوا أضيفوا إلى القبائل الخمس السابقة ، ولم يندرجوا تحتها أذكر منها قبائل : جابي ، دابو ، درامي ، دافي ، دوكوري ، ساكو ، سواني ، سانو، سواري ، فاديغا، فارو، فوفنا ، كابا ، كالو، كيبي، كوما ، ماطي ، نابي ، ماسوبا .
المادة 114: القسم الثاني من تونتان : المهنيون أو الحرفيون :
 سبق أن ذكرنا في المادة 105 أن المهنيين هم أصحاب الحرفة والفن أي هم الذين يعرفون الأعمال اليدوية ، المهني والفنان بينهما عموم وخصوص من جهة وهم حسب أعمالهم ينقسمون إلى ستة أنواع : الحدادون ، النجارون ، السباحون على الماء (والغواصون)، العزافون ، التجار ، صانعو الجلد وإليكم تفصيل ذلك :
المادة 115: الحدادون
هم الذين يصنعون الحديد ويحرقون الأحجار الحديدية بإضرام النار عليها عن طريق المنفاخ الكبير وينشدون الشعر عند إضرام النار عليها ويطلبون من الحجر أن يتحول إلى الحديد ( أو يذوب حديدا) وهناك أشعار كثيرة من هذا النوع : منها :


دو دن فولو فدا كبلن
ني إماديالا فدا
كي نيفندي سونكبا
إييليمان جاني فدا كبيلن
إكي ني نيدي فدا
نيه إكي مورو دي فدا
ديمنكان جاني سونكبا
دو دنكي فدا سو
إييليمان نيدي فد
نيه اجنسلا له فدا كبلن
فيفا فيفا فدا
بريكا نيلا فدا سو
نبه إلا ديالا له كباسو

*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
ني إكيليلا فداكودون
إيه كي نيدي فدا كودون
إيه ييليماني فداكودون
إيه كي ني دي فداكودون
نيه إكي دابا دي فدا كودون
كاكي بيني دي فدا كودون
إيه نسونيلا فدا كودون
دو دنكي فولو كبا كودون
نيه إما ترالا فداكودون
كاسو جيليلا فداكودون
فيفا فيفا فداكودون
هن إجانسالا كبا كودون
كاندنتو لا لا فداكودون

ويضرم الحداد النار على الحجر في الفرن بواسطة المنفاخ حتى يخرج منه سائل الحديد من الأحجار كالماء ويصنع الحداد من هذا الحديد أدوات العمل مثل السكين والمجرفة وأدوات الحرب مثل الرمح وغيره من الأسلحة والأمتعة بجميع أنواعها مما يكون للصيد أو الحرب أو العمل ومن الحدادين صانعو الجواهر ( الجوهريون أو الصائغون ) الذين يصيغون النحاس والذهب والفضة والقصدير والمرجان زينة للناس من السوار والخواتيم والسلاسل والأقراط وأزواج الحدادين ( زوجاتهم ) يصنعن الفخار والإناء الفخارية بجميع أنواعها وبأسمائها المختلفة .
** تنبيه : شكرا لمعروف الأحجار المتحولة ( سونكبا ) كان الحدادون يتصدقون للأحجار  بدجاج وكولا وغيرها من القربى ( الصدقات )  ويحترمون الأحجار ويجعلونها لهم صمنا يقدمون لها القربى  ويسمون أبناءهم باسمها مثل ( فراكودون أو فداكودون )Farakoudoun / Fadakoudoun وكان الحدادون يعتبرون هذا العمل عملا جنيا أو سحريا أو سريا ولكن دخول الإسلام في المنطقة ووصول الأوروبيين بالحديد قلل الأعمال السرية للحدادين .
المادة 116 : النوع الثاني من المهنيين النجارون :
 عمال الأخشاب النجارة كانت خاصة أي مهنة خاصة لقبيلة كوله Koulé ثم انتقلت إلى بعض الحدادين ، سنذكر لكم سبب ذلك فيما بعد إن شاء الله باني السماوات السبع  ، وهؤلاء النجارون يصنعون من الأخشاب ما يلي :
1- مقابض أدوات العمل مثل الفأس والسكين والمجرفة وغيرها من نصال الأدوات .
2- السفن بجميع أنواعها الصغيرة والمتوسطة والكبيرة من جميع أنواع الأشجار المناسبة لها .
3- المقاعد الخشبية بجميع أنواعها والسرر مختلفة أشكالها .
4ـ يصنعون أدوات النساء الخشبية بكل أشكالها مثل المغرفة وغيرها .
5- يصنعون آلات النساجة وأدواتها ويصنعون أدوات العزافة واللعب الخشبية بكل أشكالها .
6 ـ يصنعون الأقنعة للوثنيين ويصنعون أدوات البناء والأدوات المنزلية الداخلية وغيرها .
المادة 117 : النوع الثالث من المهنيين العاملون فوق المياه
السباحون على الماء والغواصون فيه هم قبيلتي سومونو    Somono وبوسو Bosso الذين أعطاهم أهل الماندنغ البحار والعيون والأنهار وغيرها من أنواع مجاري المياه فأباحوا لهم جميع العمليات البحرية من الملاحة وصيد الأسماك وكل ما يتعلق بالمياه لذا لا يوجدون إلا في أماكن المياه وعلى شواطئ البحار والأنهار والعيون لطلب الأسماك وغيرها من حيوانات المياه ، لذا سمو باسم أناس البحر والأنهار .
فيصيدون جميع أنواع الحيوانات المائية والبرمائية لإطعام الشعب بها ، أما الغدير والبرك والمستنقعات والأماكن المقدسة وثنية ؛ فتحرم عليهم أن يصيدوا فيها ، وهؤلاء عرفوا بالتشعوذ بدعوى أنهم يتمثلون في التماسيح ليصيدوا الأسماك في الأماكن المخفية تحت الماء ، وأنهم يستعملون الشعوذة لأخذ التماسيح الكبيرة وربطها إلى خارج المياه ، وهم معروفون أيضا بتداوي من غصة عظم السمك لأنهم يأكلون الطعام مع عظم الأسماك ولا يغصهم شيء ، وإذا غص غيرهم يداوونه فورا ، أمر هذا الدواء حق لأن عندي رقية في ذلك رقيت بها كثيرا فشفي من غصّ بعظم السمك فورا .
المادة 118 : العازفون والشعراء هم الموكلون بجميع أنواع اللعب واللهو والأغاني والكلام في الجماعة  والرقص :
 يوجد الشعراء والعازفون في كثير من القبائل ، ولكن أصلهم قبيلة كوياتي Kouyaté  لذا  قيل في المثل الماندنكي : (( لا شاعر مثل كوياتي )) لأنه لا توجد في قبيلة كوياتي إلا مهني فنان فقط لا غير بخلاف غيرها من القبائل الماندنكية التي توجد فيها تونتي وتونتان معا ، وأهم تخصصاتهم الشعر والأغاني  وضرب المعازف وآلات الطرب وإصلاح ذات البين والشهادة على النكاح ( الزواج ) وإعداد الأفراح للزواج والعقيقات وغير ذلك واستقبال الملوك وأفراح الشباب وألعابهم بجميع أنواعها وتشجيع الجنود والعباقرة والشجعان والأبطال في الحرب ، ومدح الأغنياء ذوي الأموال الكثيرة ومدح الملوك والرؤساء وأمراء الجيوش والعلماء والكبار ، وذكر تواريخ الآباء والأجداد ، ولوم الجبناء والكسالى وذمهم وتقبيح أعمال البخلاء والجبناء والكسالى وتشنيئهم وإطراء الكرماء والجواد في كل كلامهم والشكر لهم .
الشعراء في الماندنغ بمثابة الصحفيين المذيعين والسفراء المصلحون وقضاة المحكمة ، لولاهم بعد الله تعالى لضاع كثير من تاريخ الماندنغ لعدم كتابة ، ولولاهم وإصلاحاتهم ـ بعد الله ـ بين أهل الماندنغ لانتهى أمر الماندنغ بالتقاتل ، وهم الذين ينصحون الملوك والرؤساء عن الأخلاق السيئة والسلوك غير المستقيم وعن الظلم والتعدي والجبروة على الناس ويشيرون لهم إلى الطريقة والشريعة المستقيمتين ، لأنهم هم المبلغون عن الملوك والتابعون لهم لذا هم الذين يحفظون أمور الدول وتواريخها وقوانينها وعاداتها وتقاليدها ويذكرونها في المجامع  والمحافل والمؤتمرات وأماكن الحديث
وقد ابتعد الشعراء القصاصون عن أماكن الرقص وأماكن ضرب الطبلة ( الطنطن ) والدفوف لأنها كانت تضرب وراء الأصنام وأماكن العادات السرية الأفريقية ولم يكن للشعراء القصاصون محلا لرؤية هذه الأصنام والعادات الوثنية الخفية ولم يكن أصحابها يرضون أن يراها القصاصون الشعراء لئلا يفشوا أسراهم في المحافل للناس . وقد غلب القصاصون الشعراء على جميع أنواع الفنانين المهنيين وأخذوا نصيبهم ، لم تحب قبيلة جاترا   Djataraفي واسولون ـ لم تحب ـ القصاصين أبدا بدليل أنهم ناكرو المعروف وأنهم نهمون وأنهم لا يعملون سوى التكفف وسؤال الناس ، أما المهنيون الذين يعملون بعرق جبينهم فهم محبوبون لدى أهل واسولون
·        أمور يتهم فيها الشعراء القصاصون Djélilou
1-               رفضهم عن العمل إلا التكفف أمام الناس وسؤالهم
2-               عدم إعطائهم من دونهم من قبائل المهنيين الفنيين وأخذهم حقوقهم المهنية
3-               قيامهم أو بعضهم بعملية التجسس والنميمة على الناس عند الملوك السوء.
4-               قيام بعضهم بدور حلقة الوصل بين المجرمين والمجرمات ( الزناة والزانيات ) وخاصة النساء منهم ليجدوا من كلا الجانبين عطاء .
ولكن الأحرار منهم لا يفعلون شيئا من هذه الأخلاق السيئة بل يعتمد بعضهم على أعمال يدوية خاصة مثل صناعة الجلد وخياطته وغيرها من الأعمال .
·        من هو سوراقة الذي ينتسب إليه شعراء الماندنغ وقصاصيه
يقول شعراء الماندنغ بأن جدهم هو سوراقة ، وأنه من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهذا الكلام رأي  غير صائب ، لأن سوراقة البكري (أو الباري) الشاعر لم ير الرسول صلى الله عليه وسلم أبدا بل ولد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بثماني سنوات ، وسوراقة بن مالك الذي كان في أيام الرسول صلى الله عليه وسلام لم يكن شاعرا ، وإنما كان شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة : هم : 1ـ حسان بن ثابت  2ـ عبد الله بن رباحة 3ـ كعب بن مالك .
أما أنا فأرى أن بقاء أمر نياماكلا في الماندنغ الذي أنشأه خير من أن ننسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في نسبة شعرائنا كذبا إلى من لا وجود له في التاريخ لأن الكذب الواحد الذي يسقط به 100 صدق يجب الاجتناب عنه .
المادة 119 : النوع الخامس من المهنيين : التجار Djoulalou
كانت التجارة مهنة خاصة لقبيلة فينا Fina  التي كانت مسلمة تحفظ القصائد والأشعار والمدائح للأولياء يقرأونها للناس فيعطونهم عليها  الهدايا  والصدقات التي تقدم للأولياء يعطونها لهم ، فكان ذلك بمثابة جوائز عمل لهم أن أعطوا جوائز رخصة التجارة في جميع أنحاء الماندنغ يأخذون منتوجات الماندنغ إلى خارجه تصديرا ويأتون بالبضائع الخارجية من الخارج استيرادا مثل الملح والكولا وغيرها .
ولما كانت أهم منتوجات الماندنغ  ذهبا سكنوا في مواطن الذهب مثل بوري Bouré وسيكي Séké ولم تكن في الماندنغ عملة مضروبة بل كانوا يستعملون الودع ( الخرزات التي تستخرج من البحر  ) كأثمان للبضائع لذا سمى أهل الماندنغ العملة النقدية باسم واديWadi  تحريفا للودع العربية
المادة 120 :  النوع السادس من المهنيين : خياط الجلد ( صانعوا الجلد )
كانت خياطة الجلد أو صناعة الجلد مهنة خاصة بقبيلة كارانكه Karanké الذين يصنعون الجلد زينة وألبسة وأدوات مثل أغمدة السيوف والأسواط والنعال والأحذية وأنواعا كثيرة من الألبسة والأدوات ، وزوجاتهم يصبغن الملابس بكل الألوان الجميلة والخطوط الحسنة .
المادة 121 : التبادل والامتزاج بين تونتي وتونتان
بعد تقسيم سكان الماندنغ إلى تونتي وتونتان ( العمال والحرفيين )  حدث نقص كبير في عدد الحرفيين المهنيين ( تونتان ) على الرغم من حاجة الناس إليهم لأنهم  لا يمثلون إلا 10 % من مجموع سكان الماندنغ ولم تكن لهم مدينة مستقلة أو قرية خاصة بهم إلا في عام 1680 م حيث أمر ملك الماندنغ أنذاك بوجود قرى خاصة بالعلماء وأخرى خاصة بالمهنيين نياماكلا Nyamakala ولقلة عدد تونتان دخل بعض تونتي في مهنة تونتان والعكس صحيح وتبادل تونتان فيما بينهم اختصاصاتهم على النحو التالي :
1-               تحول بعض الشعراء  القصاصين الذين استحيوا من التكفف والسؤال والكسل تحولوا إلى صناعة الجلد ، وتحول بعض الأسر المالكة الماندنكية إلى مهنة الشعراء  والقصاصين حتى أصبحوا شعراء معروفين وبعضهم تحولوا إلى مهنة العلماء حتى أصبحوا أئمة وتحول بعض أسرة سوماوورو كانتي الوثنية إلى مهنة العلماء أيضا وبعضهم تحول إلى مهنة الشعراء القصاصين .
2-               تحول بعض أسر العلماء الأولياء إلى مهنة  الحدادة مثل قبيلة بايو ، وبعضهم تحول إلى صناعة الجلد مثل قبيلة سيلا وتسببت  المصاهرة تحويل بعض القبائل إلى عمل أصهارهم مثل قبيلة كويتا من العلماء تحولت إلى مهنة الشعراء وهكذا فكل واحد يفعل الآن ما يشاء من الأعمال والحرفة أو المهنة .
المادة 123 : كيفية أخذ رئاسة الحدادة من قبيلة فانه Fâânè
في الماندنغ قديما كانت مهنة الحدادة خاصة بقبيلة فانه Fâânè ومن ذلك اشتق اسمهم أو لقبهم : ( فان ) بمعني منفاخ و(نه ) أو ( نيه ) بمعنى الحديد والتقدير فاننيه أي منفاخ ـ حديد ، ولكن لما اجتهدت قبيلة كروما لسونجتا في صناعة الرمح وغيره من الأسلحة أثناء معركة سونجتا مع سوماوورو كانتي لذا جعل سونجتا رئاسة الحدادة جائزة لهم ولجهدهم أمام مؤتمر كروكانفوا وبهذا غضبت قبيلة فانه Fâânè  وهاجرت من الماندنغ إلى بمبارنا ومازالوا هناك إلى يومنا هذا لم يرجعوا  إلى الماندنغ بعد ذلك .
المادة 123:   كيفية أخذ النجارة من قبيلة كوله Koulé بعد مرور زمن سونجتا بحوالي أربعين سنة غارت جماعة حمراء من الشمال على الماندنغ لما سمعوا عن كثرة الذهب في الماندنغ ، سمعوا ذلك أثناء رحلة كانكو موسى كيتا Kankau Moussa Kéita  المشهورة لأداء فريضة الحج عام 1324م ، استعدوا لقتال أهل الماندنغ ليأخذوا أموالهم ، وقد شاع خبر هذا القتال وذاع إعلامه حتى  خاف سكان الماندنغ بالإضافة إلى خوف الجيوش الشجاع الأبطال الذين يقاتلون بالشجاعة  عادة بدأوا يخافون لأنهم الآن على وشك القتال مع أناس لا يعرفونهم  ولا يعرفون أسلحتهم ولا كيفية قتالهم ، وقد يفشل الجندي في الحرب إذا لم يعرف شيئا عن عدوه وعن أسلحته ، ووقعت تلك الحرب عام 1334 م في عهد الملك مان (مانكان) كيتا ولدخول الخوف في قلوب جميع تونتي تساءل تونتان كيف خاف المضيفون هكذا ؟ وكيف جبنوا هكذا ؟ وسوف لا يستطيعون الوقوف أمام أعدائهم هكذا  ، لأن الخوف يسبب الفشل ويقلل القوة والنشاط من الجندي ، فيجب علينا نحن قبائل تونتان ( العلماء والمهنيين ) أن نشارك في هذه المعركة بجانب المضيفين ، ثم قالوا أيها المضيفون إنكم تقاتلون دائما ونجلس ولكن هذه المرة اتركونا نشترك معكم في هذه المعركة ثم قالوا هبوا جماعة للقتال وبدأوا  يتشاجعون ويتفاخرون في الساحة قبل القتال بيوم ، وقالوا إن خروجنا بجانبكم سيشجعكم وإيانا للدفاع عن وطننا ولتضحيتنا في الوطن فلما سمع المضيفون هذا الكلام من الضيوف تحركوا وقالوا : لا ! ثم لا ! لا نرضى ذلك أبدا ( أن يقاتل ضيوفنا معنا ) وبدأ الضيوف أيضا يدخلون ساحة التفاخر وبدأوا يتفاخرون على النحو التالي :
أولا : قام مندوب العلماء والمتحدث عنهم قائلا : نحن العلماء أعلمكم بقول الله وقول الرسول جميعا ونحن العلماء أولى أن نطيع أوامر الله منكم نحن الذين نترجم لكم كلام الله ونبلغه إليكم جميعا ، وقد قال في القرآن :(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا )) وقال : (( فإن قاتلوكم فاقتلوهم )) سورة البقرة 190 و 191  وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو  شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد )) لذا فإننا نحن العلماء سنقضي كل هذه الليلة في المساجد داعين الله على الأعداء ثم نقضي نهار الغد رامين الرمح وراء الأعداء بكل شجاعة وحماس حتى تعرفوا أننا العلماء جرئون أمام الموت والقتل والجرح دفاعا عن الوطن وحفاظا عليه أكثر منكم وسنقاتل العدو في هذه المعركة حتى ننتصر أو نموت جميعا شهداء )) فقال الجميع: هاه ! فعلا تكلم العلماء وإذا فعلوا كما قالوا لا نعود أبدا تحت سيطرة أعدائنا.
تنبيه هام :   الذي قاله علماء الماندنغ من أقوال الله وأقوال الرسول حق وأنا : سليمان كانتي : أشهد لهم في ذلك لأن القرآن حثنا على الإعداد للعدو والانتقام منهم في آيات كثيرة من آيات القرآن الكريم وإليكم بعضها:
1) ـ (( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا )) البقرة 190
2) ـ (( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم )) البقرة 191
3) ـ (( فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين )) البقرة 191
4) ـ ((واقتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله )) البقرة 193
5) ـ (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم   )) البقرة 194
6) ـ (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم )) الأنفال 60
7) ـ (( ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانكم  وهموا بإخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين )) التوبة 13
8) ـ (( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل إذا لا تمتعون إلا قليلا )) سورة الأحزاب 16
ثانيا :  قام مندوب كرانكه karanké  والمتحدث عنهم
بعد العلماء فقال نحن صناع الجلد نقوم بصناعة الجلود بكل أشكالها وجميع أنواعها من الأمتعة وأدوات الحرب ومضيفونا هم الذين يقاتلون للدفاع عنا دائما ويقومون بزراعة معيشتنا فإذا جاء العدو وقتل مضيفينا ونحن جالسون فقد خسرنا لذا نتعهد نحن كرانكه Karanké  بأننا سنقاتل العدو حتى ننتصر أو نقتل شهداء ، فقال الناس جميعا هيه ! تكلم كرانكه بكلام الشجاع .
ثالثا : التجار :
لقد تكلم التجار ( قبيلة فينا Fina  )بعد ذلك قائلا نحن التجار نتاجر تحت مضيفينا لأنهم هم الذين يقومون بمعيشتنا ويعطوننا رؤوس أموالنا ، فإذا قتلهم العدو أو أخذهم أسرى ونحن جالسون مفتوحو الأفواه فقد خسرنا وأصبحنا عبيد العبيد والموت خير من مثل هذا الرق لذا نحن نختار الموت للدفاع عن الوطن أو الموت لأنه لا يخفى على العقلاء أن الموت مع الحرية شرف في الدنيا والآخرة والباقي في العبودية بدون أي محاولة للخروج منها عدم ولادته خير من بقائه ولا فائدة لحياته لذا سنريكم غدا بأننا آل فينا نتاجر على الرغم من قدرتنا على القتال ورغبتنا له طاعة لأمر الشيوخ فأجابت الجماعة فرحين قائلين كلام قبيلة فينا رجاء للجميع معا .
رابعا: الشعراء القصاصون :
 وبعد ذلك قام الشعراء القصاصون وبدأوا تفاخرهم بكل التنطع قائلين نحن الذين نقوم بتشجيع الناس وتحريض الأبطال والعباقر بأشعارنا  الحاثة والحراكة ليعرف هؤلاء الأبطال أن الموت شهيدا خير من الموت في الفراش في نظر كل حر حقيقي وكل مسلم غيور على دينه  فيجتهدوا في المعركة ، إذن سنكون نحن في مقدمة الجيوش غدا ننظر يمينا وشمالا ووراء   فمن رأيناه خلف الصف سوف لن نطرأ ذريتهم أبدا ، بل سنلومهم دائما في الماندنغ . فقالت الجماعة : آه : إذا خرج الشعراء القصاصون في ساحة المعركة غدا من يبقى وراءهم فنضرب رقاب الأعداء غدا ونقسمهم بين مقتول وأسرى وفار في ساحة المعركة غدا ( إن شاء الله )
 خامسا : السباحون والغواصون :
ثم قام السباحون والغواصون على الماء فقالوا : (( عادة نستخدم أسلحتنا البحرية ضد التماسيح والأسماك والحيوانات البحرية ، ولكن غدا سنستخدمها جميعا ضد رؤساء أعدائنا لأنه إما ينتهي الأعداء غدا أو نموت جميعا نحن السباحون على الماء في المعركة , فقالت الجماعة هه : تكلم سومونو وتحملوا أكبر عبء الحرب والباقي لا يعجزنا أبدا ( إن شاء الله )
سادسا : قبيلة كوله Koulé : (المقصودة في هذا الباب )
فلما سكت السباحون قامت قبيلة كوله وقالت سنريكم غدا أنفسنا نحن النجارون وستعرفون من نحن غدا في المعركة فقال الجميع فعلا تكلم النجارون كوله Koulé .
سابعا: الحدادون :
قام المتحدث عنهم فقال : كل من تكلم الآن تكلم باسمنا لأنه مهما كان الإنسان شجاعا بطلا لا ينفعه ذلك بلا سلاح وكنا قد صنعنا أسلحة لمثل هذه الغارة والهجوم احتياطا ابتداء من زمن أجدادنا وآبائنا ووضعنا تلك الأسلحة في الخزانة السرية الحربية على غرار بقية السكان منذ حوالي 40 عاما ، وهذه الخزانة مفتوحة لكم اليوم  جميعا تأخذون منها ما تشاءون ، ثم غدا   ستعرفون أن الرمح وصل إلى يد باريه ( صانعه ) وسنستخدم الرمح غدا على كيفية لم تكن معروفة لديكم من قبل ، وسترونه غدا .
قال هذا الكلام الجميل بعد مقدمة طويلة من رئيس العلماء قال فيها : (( الله أكبر لقد قام كبير ورثة نبي الله داود عليه السلام لأن الله سخر الحديد لهم على ميراث سيدنا داود عليه السلام إذا رضي الحدادون للماندنغ غدا سيربطون أعداءهم غدا كما يريدون وسيرضون ذلك وجوبا لأنهم يهتمون بأمر الوطن ويقدرون على نصر الوطن والدفاع عنه . لك ساحة التفاخر أيها رئيس الحدادين تكلم حتى تطمئن قلوب أهل الماندنغ فبعد كلام رئيس الحدادين والمتحدث عنهم صاحت الجماعة قائلة : الآن انتهى الحدادون بكل ما عليهم وساعدوا غيرهم في إنهاء ما عليهم لقد نجح الماندنغ وفاز ونجا من الأعداء .
فلما بدأت الحرب ولم يكن إلا وقت الضحى وقبيلة كوله واقفة تنظر إلى شيخهم ورئيسهم ، فرفع رئيسهم سلاحه ورايته وجماعته تنظر إليه ثم أدار فتولى فجأة متجها نحو الشرق وفر وراءه قومه واتبعوه فارين ومدبرين وتاركين أرض الماندنغ وراءهم ظهريا حتى عبروا  نهر بمبارانا ، فلما رأى أهل الماندنغ ما فعلته قبيلة كوله Koulé قالوا فعلا فعل هؤلاء كما قالوا ولكن لم نفهم أمس كلامهم لذا لعنهم أهل الماندنغ وشتموهم ، فأصبحوا ملعونين غير جادين في العمل هناك أيضا إلا خياطة الدباء  للناس هناك إلى يومنا هذا وكيف لا يكونون هكذا إذا كان عملهم خياطة الدباء فثمن الدباء ذاتها لا يجدي فأجر خياطة قديمها من باب أولى كيف يجدي .
ولم يؤثر هروب هؤلاء الجبناء في تقدم الحرب ولله الحمد لأن بقية القبائل أوفت عهودها حقيقة وتماما وانتصر الماندنكيون في المعركة فقتلوا نصف أعدائهم وأسروا النصف الآخر وهؤلاء الأسارى بقوا عزابا بلا زواج حتى ماتوا جميعا واحدا تلو آخر ولم يتركوا ذرية ولكن صعوبة هذه الحرب وشدتها على مجموعة (( تونتي Tonty) المضيفين الجنود جعلهم يمنعون ذكر هذه المعركة والتحدث عنها منعا باتا ، لولا البحث عن أمر قبيلة كوله Koulé لما عرفت شيئا عن حال هذه المعركة .
وبعد هذه المعركة اجتمع شيوخ الماندنغ بمدينة نياننبا Nyanimba لدراسة أمر قبيلة كوله ومحاكمتهم وتم الحكم عليهم بما يلي :
1ـ عدم دخول هذه القبيلة في أي مكان من أماكن الماندنغ ما بقيت الدنيا .
2ـ إذا دخل واحد منهم أرض الماندنغ ضيفا لا يقتل ، لأن الضيف وما يملك مضمونان في الماندنغ ولكن يؤمر بالخروج فورا من الماندنغ .
3ـ إذا دخل أحد منهم أرض الماندنغ قهرا على رغم أنف سكانه كأن يواليه على الماندنغ ملك سوء ، فلا يشارك في اجتماع أهل الماندنغ ، بل يتخلى عنه حتى يتوحش فيخرج بنفسه لشدة وحشته .
4ـ إذا التقى أحد من سكان الماندنغ بواحد من أفراد قبيلة كوله في دولة أجنبية ، فلا يتخذه زميلا ولا صديقا ولا متعاونا ولا مشاركا له أبدا وإن كان مضطرا إليه في مكان فيترك ذلك المكان حتى لا يحتاج إليه .
5ـ اسم كوله أصبح سبا وشتما في الماندنغ فلا ينسبه إلى عدو له فضلا عن صديق له لأن معنى كلمة كوله الآن في الماندنغ يساوي كلمةعدو النفس وخائن الدولة ( الوطن ) ، الخائن في لغة أهل الماندنغ القديمة هو ( مراساليلا Maransalila  ) لأنه يقول عند إقامة الحد الخيانة عليه ( جانفا كولكن نبلنن ) = ( آه فعلت ما يسبب قتلي ) فسمي بذلك جنفا = خيانة .
6ـ كان عمل النجارة مهنة قبيلة كوله ، فقد تحولت هذه المهنة إلى الحدادين لأنهم هم الذين اجتهدوا في هذه المعركة أكثر من كل طبقات الماندنغ الاجتماعية Couche Sociale  لذا كان الحدادون على  ثلاثة أقسام : 1ـ الحدادون عمال الحديد ب ـ الصائغون صناع المجوهرات  ج ـ نحاتو الأخشاب صناع التماثيل ، وفي هذه المعركة ارتفعت درجة تونتان = الضيوف في الماندنغ لأنهم سبب إنقاذ أهل الماندنغ من العبودية .
·                    منع التخاصم وإباحة التمازح
المادة 124 : أعرب سونجتا قائلا : مهما حسن  الأمر يجب  ألا يتجاوز به الحد في الحسن ( خير الأمور أوسطها ) وإذا تجاوز الأمر الحد في الحسن انقلب إلى ضده على سبيل المثال جدية أهل الماندنغ تجاوز الحد حتى رفضوا كل تمازح ، وقالوا التمازح يقلل شأن الشيوخ ( الكبار) في عين الصغار حتى رفضوا التمازح الموروث عن الأجداد القدماء مثل اتخاذ الممازح ٍSanankoun وملاعبة أولاد الأخوال وأولاد الأعمام Kalemé ni kaninma  وملاعبة الأحماء  رفضوا من ذلك بدعوى أنه يجعل الصغار لا يخافون من الكبار بل يقلل هيبة الكبار في قلوب الصغار ، لذا قال سونجتا اليوم نعزز إباحة التمازح ونزيد في عدد المتمازحين في كل طبقة من طبقات المجتمع ، لأن سيء الخلق هو الذي يرفض التمازح ويفر من الناس لئلا يتعارف الناس على خبثه وعلى خلقه، لذا سنقوي اليوم فكرة التمازح ونعززها على النحو التالي :
القدماء أباحوا التمازح بين الإنسان وتسعة أصناف من الناس الآتية أسماؤهم :
1ـ بين الإنسان وبين جده ( أب الأب ) وعلى يكون الجد مثل أتراب الحفيد في التمازح ، ويكون الجد بمثابة زوج حفيدته .
2-بينه وبين حفيدته ( ابنة ابنه ) فتكون حفيدته بمثابة زوجته
3ـ بينه وبين جده من قبل أمه ( أب أمه ) فيكون الجد بمثابة أتراب حفيده وزوج حفيدته
4ـ بينه وبين حفيدته من بنته ( بنت ابنته ) فتكون له بمثابة زوجة  وإن كان ذكرا كان له بمثابة الأتراب .
5-                           بينه وبين جدته من قبل الأب ( أم الأب ) فيكون لها بمثابة زوج أو ضرتها إن كانت أنثى
6-                           بينه وبين جدته من قبل الأم ( أم الأم ) فتكون له بمثابة زوجة أو ضرة .
7-                           بينه وبين أولاد عمته ( كلاميه Kalamé )
8-                           بينه وبين أولاد خاله ( كاننما Kaninma)
9-                           بينه وبين ممازحه الاجتماعي ( Sanankoun ) من بينه الأخوة المصطنعة اجتماعيا ، وزاد سونجتا 22صنفا آخر على عدد المتمازحين في مؤتمر كروكانفوا وهم  على النحو التالي :
10-                      بين الإنسان وبين أولاد خالتها ، لأن خالهما واحد .
11-                       بينه وبين أترابه الذين ولدوا معه أي زملاءه في السن . سيأتي بيان مشكلة الأقران والأتراب وكيفية إنشائها إن شاء الله .
12-                      بينه وبين الأتراب الذين فوقه بدرجتين ( الطبقة الثانية فوقه ) .
13-                      بينه وبين الأتراب الذين دونه بدرجتين ( الطبقة الثانية دونه ) .
14-                      بينه وبين من ختن معه ( زميله وقت الختان )
15-                      بينه وبين طبيبه الذي عالج ختانه . أي (ممرضه الذي اعتنى به قبل شفائه من الختان) .
16-                      بين خاتن ومن ختن ( بين الخاتن ومختونه )
17-                      بين الخاتن ومادحه ( الشاعر الذي يغني وراءه )
18-                      بينه وبين حبيبته القديمة التي لم يحدث الزنا بينهما .
19-                      بينه وبين زوجته المطلقة التي ليس بينه وبينها ولد .
20-                      بينه وبين زوجته التي بينه وبينها ولد ثم طلقها ، ( المطلقة )
21-                      بينه وبين المرأة التي زنى بها رفض الشيوخ عن إصلاحه ولم يبيحوا ذلك ولكن مع الأسف الشديد أباح الوقاحون فيما بينهم رغم أنف الشيوخ .
22-                      بينه وبين خطبته القديمة التي لم يتم زواجها .
23-                      بين التلميذ وزميل دراسته ( زميله في الدرس الواحد )
24-                      بين الضيف ومضيفه ، كما حدث بين جاني Diané وسيلا Sylla .
25-                      بين الضيف وممازح مضيفه كما حدث بين بايو وكوناتي ممازح كروما .
26-                      بين المرأة وزوجة أخ زوجها الكبير أو الصغير ( ظامبهب وبم)
27-                      بين المرأة وزوجة زميل زوجها  ( كلثوبملى )
28-                      بين الرجل وزوجة زميله أو المرأة وزوج زميلها .( كلثبنزسحى)
29-                      بينه وبين بني عمه ( أخو أبيه الكبير أو الصغير ) ولكن هذا لم ينفذ إلا عند جولابا فقط ، ولم ينفذ عند المالنكيين بل بقي بينهم علاقة الأخوة فقط لغيرتهم وتكبرهم وقالوا : ( لا تمازح مع أخيك )
30-                      بينه وبين أحمائه الثلاثة  ( مسحض وب واطى) من قبل الزوج وهم : أ) ـ زوج أخته   ب)ـ إخوان زوج أخته ج)ـ إخوان زوجها الصغار .
31-                      بينه وبين أحمائه الثلاثة  (مسحض وب واطى ) من قبل الزوجة   وهم : أ ) ـ زوجة أخيه الكبير   ب) ـ إخوان زوجة أخيه  ج)ـ إخوان زوجته الصغار
32-                      بينه وبين زوج عمته (مسحضطى)
33-                      بينه وبين ابن أخ زوجته (مسحضةل)
ملحوظة : نظرا لكثرة غيرة أهل الماندنغ النسبية ألغوا التمازح بين الإنسان وابن عمه انظر رقم (29) وبين المرأة وزوجة أخ زوجها كما هو في رقم (26)  ظامبهب وبمى  ، ولقساوة قلوبهم لم يتم التمازح بين الرجل وخطيبته التي لم يتم الزواج بها ، ولا بين الرجل وزوجته المطلقة ولا بين الرجل وابن خالته .
·                    كيفية إصلاح التمازح Sanankouya
المادة 125 : أدخل الشيوخ بند التمازح لأن أصل الكلمة سونويا كون Sönoya koun ) أي سبب التساهل والتيسير ، لأنه قد يطرأ على الإنسان أمر يصعب عليه التخلي عنه ، وقد يؤدي التقاتل بين الناس ولكن ممازحه يأتي ويقول  اترك هذا الأمر لأجلي فيتركه على الطول ويطلق على الممازح اسم المحارم = ( Tanamanyôya) لأنه لا يجوز لممازحه أن يخاصمه أو يتضارب معه ولا يسفك دمه ولا يصب دمعه ولا يفعل أي شيء يحزنه ، فالكلام الذي يتقاتل فيه الناس ويتضاربون فيه أصبح الآن بسيطا بين المتمازحين من غير تأثير،يقولونه في اللعب والضحك مثل الشتم والقول السوء مثل ( أنت وأبوك وجدك عبيد لنا ) ( أنت ابن غير حلال ) وكل ذلك تساهل بينهم ، لذا قال سونجتا : لا يضر أحد ممازحه فوق العادة ولا يتضارب معه ولا يتقاتل معه ولا يظلمه ولا يهينه  وإذا أضر أحد ممازحه فوق العادة حتى خرج دموعه  يغرم بغرامة مسح ماء عينه لتجفيف دموعه ، قال سونجتا : من ظن أن ممازحه فعل به شرا فلا ينتقم منه بل يقول له : تركته على ما بين جدينا فإن لم يرجع عن ظلمه ويطلب العفو منه يري عواقبه ظاهرا ، كان التمازح قبل سونجتا ولكن لم يكن عاما لأنه كان بعض الكبار يرفضون التمازح ـ كما تقدم ـ
حيث قالوا إن التمازح يقلل شأن الكبار في عين الصغار مع أن التمازح  يهدف إلى الهدف حقيقة لذا أكد سونجتا أمام الحاضرين في مؤتمر كروكانفوا ثم شق ساعده بالسكين وطلب من رؤساء القبائل أن يشقوا أيديهم أيضا فوضع دمهم في جرحه ودمه في جروحهم إشارة إلى أن جميع القبائل أصبحت ممازحة لقبيلته (منسارين) ما عدا قبيلتي كوندي وتراوري لأنهما من أخواله والأخوال ممازحون في الأصل لا حاجة في عقد التمازح بينه وبينهما بخلاف غيرهما ثم عقد سونجتا التمازح بين كل قبيلة وممازحها ، قال : إذا اتفق الناس على شيء في الإصلاح يوافق الله عليه ، وقد اتفقنا اليوم على إصلاح الأخوة غير المقطوعة بيننا فقد أصبحت أخوة صنعها الله إلى الأبد ، فمن أفسد هذه الأخوة لا بارك الله في ذريته ولا خلفه ابنا صالحا ، بذا لعن سونجتا من أفسد هذا التمازح ووضع له عقوبة سرية . وقال : حفظا على هذا الحكم أبدأ بقبيلتي التي أصبحت ممازحة لجميع قبائل الماندنغ تشتمها كل القبائل وتسبها وتذمها وتقول فيها ما تريد وكل قبيلة أصحبت ممازحة لجارها لأن الجيران سرعان ما يتنازعون عند سوء الجوار فليكن بين الجيران التمازح بغية تطييب العيش وإدامة الاستقرار والإقامة ولإدخال المحبة والتحابب بين الجميع ، لذا يجد المسافر في بعض الأماكن من يمازحه من القبائل لم يتعود بتمازحه مع قبيلته من قبل .
وقد يكون التمازح بين القبيلة الواحدة بسبب الجوار مثل ما في باكونكو بين أبناء قبيلة سيسي بطن نفاليفيننا وبطن ألكاليلا ، مع أن كلا من البطنين من قبيلة سيسي ، وكذلك في كاريفامودويا / كانكان بين قبيلة موريبالا وقبيلة سوريبالا هما قبيلتان متمازحتان مع أنهما من قبيلة كابا حقيقة .
·                    منع التزاوج بين المتمازحين :
قديما في عادات  الماندنغ لا تزاوج بين المرء وأخته الشقيقة أو من الأب أو من العم أو من القبيلة لأن الزواج في نظرهم إنشاء إخوة جديدة وهذا يكون من القبائل الأجانب ، و إلا سيكون تحصيلا للحاصل ، وإذا تزاوج أبناء القبيلة الواحدة ـ لا سمح الله ـ عندما يحدث طلاق أو فسخ بينهما يدخل البغض والكراهية والعداوة في القبيلة ، وكذلك تركوا التزاوج بين المتمازحين لأنهم اعتبروا التمازح الاجتماعي ( Sanankouya) نوعا من الأخوة النسبية .
المادة 127: كانت رؤية الصهرة مصيبة وبلاء وكان الحياء يشكل جدارا عاليا بين الرجل وصهرته ( أم زوجته ) لا يراها ولا يتكلم أمامها ولا يأكل في حضرتها ، وأكبر مصيبة لو رأت الصهرة زوج ابنتها يتغوط أو تسمع منه ريحا كان الختن يفضل أن يقتل نفسه في مثل هذا الحال أو الخروج بلا عودة أبدا ، لذا قال سونجتا : مثل هذا الحياء منعناه لأنك إن استحييت من صهرتك في الأكل وهي تعرف أنك تتغوط فلنترك التغوط ، وقال : من منعك ابنته ولم يزوجك إياها فهو الذي تستحي منه أما الذي أعطاك ابنته وزوجك إياها فهو أخوك فيمتنع مثل هذا الحياء منعا باتا بين الرجل وأهل زوجته في هذا المؤتمر وأخرجنا تلك العادة السيئة في مجتمعنا مطلقا ، حيث قد عرفنا أن مثل هذا الخجل يؤخر الإنسان عن فعله الحسن ، ويمنع الحر عن عمل الخير وفعل المعروف خوفا من الناس أو يجبره على فعل ما يضره من الأمور الصعبة خوفا من الناس أو يمنعه من ذكر مرض يضره  سرا عن الأطباء استحياء لذا منعنا مثل هذا الاستحياء ، ووضعنا مكانه الاحترام الذي هو أفضل من مثل هذا الاستحياء والخجل لأن الإنسان الحر يحترم نفسه عن فعل المنكرات ويحترم غيره عن الأخلاق السيئة جهرة خوفا من تقليل ثقة الناس فيه ، لأن احترام الذات يجعل الإنسان فاعلا للخير جلبا لثقة الناس فيه ، وهذا هو الذي ينبغي أن يبقى بين الإنسان وأصهاره وبينه وبين أختانه وإخوانه وأصدقائه وكل من يكرمه ويحترمه .
ثم قال سونجتا : ( على الرغم من كل ما في الاحترام من خير إلا أننا رفعنا عن الصغار احترام أزواج أخواتهم الكبرى وجعلناهم ممازحين مع أزواج أخواتهم الكبرى في النكاح ، فالمرأة وجميع إخوتها الصغار ممازحون وكذلك الزوج وجميع إخوته الصغار ( الحماة أو الأحماء ) ممازحون أيضا ( اللفظان :نومو Noumöالزوج وإخوته الصغار  نيمو Nymö  الزوجة وأخواتها الصغار ) .
ومشكلة كبر سن وصغره كانت قوية في الماندنغ حتى  لو كانت بين الكبير والصغير لحظة أو يوم ، لو نظر الأخ الصغير إلى الأخ الكبير وإن كانت بينهما لحظة أو يوم واحد يعتبرونه فتنة وبلاء ويقال إن الصغير يشير إلى الكبير أو يرمق إليه بسوء ، ففاقت مشكلة الكبر والصغر مشكلة احترام الوالدين في الماندنغ ، حتى كان الشيوخ يؤيدون هذه المشكلة ويهيجون نارها ويقولون : لا يجوز أن نهين الكبير للصغير أبدا ، ولو كان الأخ الكبير صغيرا  لأنه قد يكون الإنسان أكبر سنا من خالته أو خاله أو من عمته أو عمه ولكن أبدا لا يكون أكبر سنا من أخيه الأكبر لذا لم يكن الأخ الأكبر يضحك مع الأخ الأصغر في الجد ولا في الهزل مستدلين في ذلك بأن الضحك مع الأخ الصغير يسبب عدم الاحترام من الصغير فضربوا في ذلك مثلا قائلين : ( إذا جعلت أسنانك أرزا للأخوة الصغار يأكلونها ) ثم ضرب الصغار مثلا في قهر الكبار قائلين : ( أست الأخ الأكبر الجبار بوق ينفخ فيه كل يوم ) فجعل سونجتا إنشاء فرق الأتراب الاجتماعية دواء لهذا الداء وجعل جميع مواليد ثلاث سنوات متوالية أترابا ، أي فريقا شبابيا واحدا  ، لأنه يعرف أنه لا مشكلة بين الأخ الأكبر وأخيه الثالث والرابع لأنهما صغيران في نظره أما الأخ الذي يليه فتكون المشكلة من ناحيته دائما أو بين المتقاربين في العمر لأن الأكبر منهم يريد أن يحترم كما يحترم الكبار بينما يري الأصغر منهم أن لا فرق كبير بينهم  وبين الذين يلوونهم  إلا سبق الولادة فقط فلا يستحقون كبير الاحترام منهم في الأوامر والطاعة لأنهم مثل الحطب وبعض أجزائه أي متقاربين في السن.
فرأى سونجتا أن الحل لهذه المشكلة هو اشتراك أبناء ثلاث سنوات في فريق شبابي واحد أو في فوج سني واحد وقال إن أعضاء الفريق الشبابي الواحد يصبحون الآن أترابا كأنهم في سن واحد في كل شيء يجب أن يعملوا معا ويلعبوا معا في الحب والاتفاق والوئام التام بينهم وكلهم سواء في كل الأمور لا أحد أكبر من آخر ولا أحد أصغر من أخر ويشاركون في كل شيء أبدا وفي كل الأعمال الإنسانية دائما في الحب والوئام وفي جميع مراحلهم الحياتية من الطفولة حتى الشيخوخة ، ولم يكتفوا بإدخال التمازح بين الأقران الشبابية في الفريق الواحد بل أدخلوه بينهم وبين ما فوقه  وما دونه من الأقران الشبابية الأخرى ، وكان ذلك النظام دواء شافيا لاختلاف المتقاربين في السن ، وبعد مرور سونجتا بدأ أمر فرق الأقران الشبابية يتقوى حتى بدأوا يضعون اسما لكل فريق حسب الأحداث والوقائع والنوازل على النحو التالي :
1
كوندونجي
Kondondjî
نزول الجراد = هم  الشباب الذين وافق ختانهم بنزول الجراد ( الحشرات ) في الماندنغ 
2
لولوجي
Lolodjî
نزول النجم= هم  الشباب الذين وافق ختانهم بطلوع نجم كبير
3
فوفوجي
Fofodjî
نزول الفيضانات = هم الشباب الذين وافق ختانهم الفيضانات
4
وونيجي
Wounèdjî
نزول الحريق = هم الشباب الذين وافق ختانهم خروج النار أو الحريق
5
مانساجي
Mansadjî
نزول الملك = هم الشباب الذين ختنوا عند تولية الملك الحكم
6
بمباجي
Bambadjî
نزول التمساح = هم الشباب الذين وافق ختانهم قتل التمساح
7
سوفاجي
Sofadjî
نزول الجندي = هم الشباب الذين ختنوا عام 1870 عام ذهاب إلمام ساموري بجنوده إلى بيساندو
8
نياكوماجي
Nyakoumadjî
نزول القطعة = هم الشباب الذين وافق ختانهم الخسوف أو الكشوف
9
مودياجي
Mödiyadjî
نزول سرعة النمو = هم الشباب الذين ختنوا قبل سن الختان عندهم لسرعة نموهم الجسمي وسن الختان عندهم عشرون سنة
10
سيباجي
Sébâdjî
نزول الغالبين = هم الشباب الذين ختنوا سنة انتصار الدولة على عدو لها كان يهزمها دائما .
11
حوروياجي
Hôrôya dji
نزول الحرية = هم الشباب الذين ختنوا عام 1908 عام الاستقلال لأهل الماندنغ
12
كبايجي
Gbayidjî
نزول المطاط = هم الشباب الذين وافق ختانهم خروج المطاط
13
جوفوجي
Djöfödji
نزول الرئة = هم الشباب الذين ختنوا عام انتشار مرض الرئتين 1918 م
14
ديغوليجي
Dégol djî
نزول ديغول = هم الشباب الذين ختنوا عام استعداد الجنرال ديغول الفرنسي وانتظاره

تنبيه : الأقران الذين لم يجدوا لقبا من حيث الحوادث والوقائع يأخذون لقبا من الألقاب السابقة .
تنبيه آخر : أما سكان كانكان الذين كانوا مسلمين وكانوا يعرفون الكتابة والدين الإسلامي جدا فقد جعلوا ألقاب أقرانهم الشبابية خمسة قياسا على خمس الصلوات المفروضة على النحو التالي :
1
سندييا
Sandiya
طيب السنة تفاؤلا للمزارعين أن ينزل الله أمطارا غزيرة عليهم ليجدوا طعاما كثيرا فتطيب السنة  
2
هاراماكونون
Haramakônôn
 انتظار الخير تفاؤلا أيضا
3
دوديا
Doudiya
طيب الأرض تفاؤلا لسكان الأرض وللمزارعين
4
جاماناديا
Djamanadiya
طيب البلاد تفاؤلا للوطن وسكانه
5
دانديا
Dandiya
طيب الغربة تفاؤلا للتجار والمسافرين خارج البلاد
(دان = بمعنى الغربة ) أو بمعنى المياه هذا الاسم كان يطلق على سيراليون لوجود الميناء الأوروبي الكبير هناك لبيع سلعتهم الأوروبية وشراء السلع الأفريقية مثل العاج وغيره .
ويستمر  الدور على هذه الألقاب لفرق الأقران دائما عندما تنتهي تستأنف من جديد من الأول .
وقد ابتدأ الناس في أمر الأتراب ( الأقران ) أمرا جديدا وهو اختيار إحدى نساء المدينة لتكون أما  لفريق  الأقران ( الأتراب ) تساعدهم في أفراحهم مثل الزواج والعقيقة وغيرهما
ونحن ( سليمان كانتي ) نريد الآن أن نخترع أمرا جديدا فيه أيضا ، وهو أن نجعل الألقاب عشرة فتكون الفرق عشرا ونجمع المولودين في سنة واحدة تحت لقب واحد ونترك جمع مواليد ثلاث سنوات تحت لقب واحد لأن جمع مواليد ثلاث سنوات تحت لقب واحد كان لعذرين : هما :
احدهما : تقليل الخلافات والاختلافات التي كانت بين المتقاربين في العمر .
ثانيهما : تكثير عدد الفريق ليتقوى في مواجهة أموره الاجتماعية والاقتصادية مثل الزراع الجماعي والأفراح والزواج  والعقيقة وغيرهما
تنبه : اصطلاحات ثلاثة :
1
يلدكـ
Yèlèdökè
عشرات سنوات
2
فادكـ
Fâdôkè
مئة عام
3
سيدكـ
ٍSéédökè
ألف عام
·                    تسلسل حياة المروءة بين الطفولة والشيخوخة
المادة 128 : قديما كان الولد يبقى بلا اعتبار له في المروءة ( الإنسانية ) حتى يبلغ السن العاشر من عمره ويستغل 40 سنة التي بين العاشر والخمسين من عمر في الشبابة التامة وبعد ذلك يدخل في حلقات الشيوخ على النحو التالي :
1ـ من السن العاشر إلى السن الخامس عشر وهو أقلف ( غير مختون ) صغير ولقبه في ذلك الوقت هو تلميذ العادات الصغيرة ( ظشزل ظاثازل)
2ـ من الخامس عشر إلى سن العشرين وهو على باب الختان الأقلف الكبير ويلقب بـ (ظشزلطى ) التلميذ الكبير والفوج الثالث للدور
3ـ من السن العشرين إلى السن الخامس والعشرين وهو مختون جديد نائب صاحب الدار لقبا طثاحاظضمض = منتظر الدور الشبابي .
4ـ من السن الخامس والعشرين إلى السن الثلاثين وهو شاب كامل ويلقب بصاحب الدور (طاثاكب) وفي يده جميع أنواع أنشطة القرية .
5ـ السن الثلاثين إلى السن الخامس الثلاثين وهو فوق صاحب الدور مباشرة ويلقب بالأخ الكبير لصاحب الدور (طاثاكب ظضزض) أو صاحب الدور القديم
6- من الخامس والثلاثين إلى الأربعين وهو الرشيد ويلقب بجد صاحب الدور (طاثاكب طلطى) برات بمبا
7- من السن الأربعين إلى السن الخامس والأربعين : نائب كهل ويلقب بالكهل الصغير   ( ظاصي حاظضمض) كانكبمكنون .
8- من السن الخامس والأربعين إلى السن الخمسين وهو كهل كامل وهو في نكو ( ةاحسوى     أو ةاحبوى  لموسا أو لمسا ) وهو نهاية الشبابة ( ظاصي  )كانكب .
·                    مراحل الشيخوخة : هي :
أ‌)                    - من السن الخمسين إلى السن الستين كيمو كبسن ( عيحض صبوب) بمعنى الشيخ القوي وهو في بداية الشيخوخة
ب‌)                - من الستين إلى السبعين كيمو سمبا = عيحض وبطى  أي الشبيه بالشيخ .
ج ) _  من السبعين إلى الثمانين  كيموبا عيحطى   أي الشيخ الكبير .
د)ـ من الثمانين إلى المئة كبوكبو ظطضظطض أي العجوز
هـ ) من المئة إلى ما فوق يسمى في نكو بـ ( زسزى  ) = دودا أي باب الأرض  يوضع الحاجز بينه وبين النار لئلا يسقط في النار على غفلة من الناس وهذا السن لا يوجد كثيرا وخاصة في الآخرين .
·                    التشاور واللقاءات الأربع في الماندنغ
المادة 129 : قال سونجتا : نظرا لفائدة التشاور واللقاءات الإعلامية بين أجزاء الماندنغ وفي مجتمعه يجب على سكان الماندنغ أن يكونوا على علم بكل ما يجري في البلاد في كل وقت من خير وشر في القرى والمدن والأحياء وفيما بينها وبين المدن الكبرى الأخرى مرورا بالمحافظات وانتهاء إلى العاصمة تسهيلا لطريق الإعلام في الماندنغ ، يجب على الشعب دوام التشاور في كل الأمور كبيرها وصغيرها ، وخوفا من فساد العمل أو إهماله أو دخول خلل فيه يجب أن تكون اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات في الصيف ( فصل الجفاف ) ولا يكون شيء منها في وقت العمل إلا إذا جاء أمر طارئ يتطلب الاجتماع لصالح البلاد والوطن .
وهذه اللقاءات قد تكون صغيرة على مستوى الأسرة أو الدار أو متوسطة على مستوى القرية أو المقاطعة وقد تكون كبيرة على مستوى المحافظة أو الوطن ( الماندنغ) على النحو التالي :
1ـ الصغيرة وهي تشاور في الدار أو في البيت بين سيد الدار وقرينته وأولاده وإخوانه ، ويمكن أن يكون بين اثنين فقط مثل بين الرجل وزوجته وبين الأخوين وبين الضيف ومضيفه ، وبين الوالد وولده وبين المرأة وضرتها .
2ـ المتوسطة وهي لقاء تشاوري في القرية الواحدة بين رؤساء القبائل وسادة الديار عند عمدة القرية ، وقد يكون شباب القرية أو أكهالها عند رئيسهم أو بين العلماء عند الإمام .
3ـ الكبيرة وهي مؤتمر على مستوى المحافظة ـ بالتعبير العصري ـ تجتمع  فيه القرى والمدن الكبرى أو يجتمع الصيادون لمهمة لهم عند رئيسهم أو العلماء أو الأئمة عند رئيسهم .
4ـ الوطنية هي المؤتمر على مستوى الوطن يجتمع الناس من المحافظات ومن المدن الكبرى ويرأسه الملك ( ملك الماندنغ ) مثل ما حدث في كابا  Kaabaونيانمبا   Nyanimbaفي كل عام .
وهذه الأخيرة أو الكبيرة أو الكبرى لا تشترك فيها نساء لذا سميت بلقاء الرجال ، ويطلق عليها اسم برابو Barabö في عهد ساموري توري.
·                    وسائل الأعلام المتحركة في الماندنغ :
قديما في الماندنغ إذا كان هناك أمر لا يحتاج إلى اجتماع كانوا يبلغونه على النحو التالي :
أ‌)               ـ إرسال رسول ليخبر الناس عن شيء ضائع في المدن المجاورة أو القرى القريبة
ب‌)           إرسال   واحد ليعلن عن عثور ضالة أو لقطة في القرى والمدن المجاورة ليطالبها صاحبها
ج) ـ أمر شاعر شعبي ( نيامكلا Nyamakala) أن يقومو بإخبار الناس بمهمة يمر في جميع أرجاء المدينة أو القرية بصوت عال يسمعها الناس ويفهمون ما يريد.
د)ـ أن يخبر الناس جميعا بمهمة في السوق أو بأمر معلن عنه يسمعها الجميع ويبلغها لمن وراءه وذلك بأمر الجميع بالجلوس .
المادة 130:  توصيات المؤتمر :
في نهاية المؤتمر قال سونجتا : نختم هذه القوانين بتوصيات لأمور ثلاثة وكبيرة : وبتوكيدها لأن إخلالها أو إهمالها يؤدي إلى تخريب الدولة المتطورة ويقلل قوة الملوك العظماء ويهدد الأمن والاستقرار ويشتت الشمل ويفرق الجمع في القرى والمدن والبلاد وهي كالآتية:
أولا : العدالة :
قال سونجتا اليوم نوصيكم  جميعا بالعدالة ونؤكدها للملوك والرؤساء وغيرهم من أنصارهم ومعاونيهم ومترجميهم وإدارات الغرامات فليعدلوا أولا حتى يعرف الجميع بأنهم عدول ، لأنه إذا استطاع الملوك إجبار أصدقائهم على العدالة لا يعجزون عن أحد بعد ذلك فيعدل جميع الشعب ويتبع الكل طريق الاستقامة على الطول ، ولكن إذا رأى الشعب اعوجاج الملوك وأعوانهم فسوف يتبعونهم في الاعوجاج على الطول فتصعب استقامتهم بعد ذلك ، إذا منع الملك فعل شيء فلا يقربه أبدا ولا يتساهل في فعله لأحد من أصدقائه حتى لا يجرأ بعض المسئولين الصغار وبعض أهالي الملوك على فعل ذلك الممنوع أمام الجماعة فيحتقر  الشعب القانون ويغضبوا على الملوك ، وإذا أهان أحد القانون فلا يترك الملك عقابه بل ينفذ العقاب عليه تماما ، ويجوز للملك أن يخفف العقوبة على الفقير ولكن لا ينبغي ذلك للقوى والمسئول لأنه يؤدي إلى اتهامه بأنه هو السبب لارتكاب المسئولين الصغار الجرائم  وارتكاب أهاليه المعاصي فيحدث الفوضى في الشعب ويكثر العصيان، لذا قال سونجتا إن المسئول غير العادل  لا يستطيع استقامة الشعب أبد لأن الذين يرونه يخالف القانون كيف يتكلم بالجد أمامهم إذا كان يستحي لا يستطيع أبدا ، لأن المثل يقول :
(( لا يمكن أن يمشي بكيسي الشجاعة والعيوب معا )) فعلى هذا إذا  رأيت صاحب العيب يتكلم على الناس كثيرا فاعلم أنه وقاح أو ليس هناك من يعرفه فيجيبه لذا قال سونجتا : يجب أن يكون أمام الناس العادل لأنه لا يخاف شيئا ، لأنه يعرف أنه مادام عدل مستقيم لا يضره شيء ( إلا الله ) ولا يستطيع أحد إسكاته  في الجماعة لذا تسمع دائما من مثل هذا العدل المستقيم (( أرفع يدي من ينزلها ؟ )) ولا أحد لأنه لا يعرف أحد عيبا له أو خطأ منه فمثل هذا الإنسان يجب  أن يكون أمام الجماعة ويستطيع تعديلها، وعندما يسمع من المسئول يقول أنه عاجز عن رعيته فاعلم أن أخلاقه السيئة وعيبه القبيح هما سببان لعجزه وسبب جعله كلا شيء أمام الناس ، وليس عجزه لاعوجاج  الشعب سببا أكبر من أن يرى المصلحون المفسدين يفسدون بدون عقوبة من السلطة وإذا رأيت قلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  .
فاعلم أن الحكام أنفسهم في مقدمة الفساد ، بقي سونجتا على الكلام عن العدالة حتى تنحنح وبكى حتى بلل وجهه بالدموع ، فقال له الناس : ( هه! سونجتا لماذا تبكي بعدما غلبنا على سوماوورو وأصبحنا أحرارا نملك أنفسنا ، وبعد ما أصبحت أنت ملكا لنا على الدولة فلماذا تبكي ؟ )) فقال : أبكي عند الكلام عن العدالة لأن جميع الملكية والأمور الكبرى كلها فسدت لأجل عدم العدالة .
واعتقد أن الظلم وعدم العدالة سيكونان سببين لا فساد قدرة الماندنغ في يوم من الأيام بعد موتي زمنا طويلا لذا أبكي لأنه لا بد منه ، لا قدرة لي في إيقافه لأنه سيكون بعدي ،أما الذي يكون في حضرتي الآن سأضع له حدا وسأمنعه معنا باتا بكل قوة ،وسأبتدئ في تحقيق العدالة وتطبيقها على نفسي وأهالي وأصدقائي  فضلا عن بقية الناس ، لأن تمييز الناس  أمام القانون والعدالة يفسدهما ، وإذا عمت العدالة في قوم بقيت المحبة والوفاق والوئام بينهم لأنه لا تظالم بينهم ، ولكن إذا كان عيوب بعضهم على بعض أو كان بعضهم غضبانا على بعض من يستطيع إصلاح ذلك ؟ لا أحد .
إذن يجب أن نستقيم لنتحابب ونبتعد عن ظلم بعضنا بعضا ويعفو بعضنا عن بعض في أخطائنا الصغار ليطيب العيش في البلاد وتسهل الأمور فيها ويستمر تقدمها وتكثر خيراتها وتحسن سمعتها إلى الأبد .
·                    ثانيا : الجد في العمل :
ثم وصل الكلام إلى الجد في العمل ، فقال سونجتا : إن الإنسان لا يستطيع أن يعدل إذا لم يعمل ، فالعمل وسيلة للعدالة لتبقى على العدالة دائما لا بد من العمل وإتقانه لذا لا يمكن أن نوصي بالعدالة بدون ذكر العمل والجد في العمل لأن من لا يعمل لا يغني عن الناس ومن لم يغن عن أموال الناس كيف يعدل ؟
وهو يطمح إلى ما في أيدي  الناس ويطمع فيه . لذا نركز على العمل في توصيتنا هذه لجميع طبقات الماندنغ لأن شعار الماندنغ هي ( العلم ـ العمل ـ العدالة ) لا يستطيع أحد أن يعدل ما لم يعمل ولا يعمل ما لم يتعلم العمل ويتقنه ، فلا تصلح الإنسانية بدون العمل ولا ينفع العمل بدون الإتقان ، ولا يمكن الإتقان إلا بالجد في العمل ، فالجد والعمل  والإتقان مفتاح الرزق والغنى الذين هما سبب العدالة ، للتركيز على الجد في العمل لا بد من محاربة الكسل وطرد الكسالى من مجتمعنا و إلا لا يستفيد العامل الجاد من عمله وسط الكسالى ، لأن كل ما يفعله العامل من أكل جميل أو لباس جميل أو مركب أو عطاء فإن الكسالى يعتبرون كل ذلك فخرا أمامهم  ، وإن أعطاهم شيئا لا يقنعوا بما أعطوا إلا إذا استمر العطاء كل يوم فان انقطع يوما يكفروا بالماضي .

لذا فإن الإقامة مع الكسلان أصعب وأسوأ من الجلوس جنب المريض بمرض معاد .
ولذا يجب علينا أن نشجع الشباب العاملين ويكون معهم الشيوخ مكان أعمالهم تشجيعا لهم وإن لم يعمل الشيوخ كثيرا ولكن المثل يقول : (( وجود صاحب الحقل في مزرعته ليس كوجود جذع الشجرة ))كما يجب علينا ذم الكسالى ولومهم عند شيخ القبيلة وبيان الحق لهم و إلا سرعان ما يؤثرون في العامل بكسلهم فيؤثروا في القرية وفي الدولة .
وقال سونجتا : (( إذا أردنا الخير والوفاق والوئام والسلام في الماندنغ لا بد من العمل وأن نحب العمل والعمال ونطرد الكسل والكسالى بالجد ، واللعب بالعمل والاجتهاد وأن نقبح الكسل والكسالى وأن نجبرهم على العمل وننوع العمل طلبا وعملا لتكثير الخيرات ، أما تربية النحل ( النحالة ) وصيد الأسماك بكل وسائله والنساجة والتطريز والقنص بجميع أشكاله فلا بأس بفعلها بالجد والاجتهاد ولكن بشرط ألا تكون هذه الهوايات سببا لفساد الزراعة بل يجب أن تكون هواية إضافية بجانب الزراعة ، كما يجب أن نزرع جميع أنواع المحاصيل الزراعية من بقل ودخن وشعير وفونيو وبطاطس وبطيخ ويقطين وقثاء وذلك لقصد تنويع أيضا ( لم تذكر هنا بعض أنواع المحاصيل الزراعية لعدم وجودها في الماندنغ وقت هذا الكلام ( كروكانفوا ) مثل الذرة والفستق والأرز والمانيوك ) لأنها جاءت مع الغربيين المستعمرين في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي من الهند وأمريكا .
بالجد في العمل سنطرد الجوع والفقر والشدة والذل وقلة الملابس وسوء العيش من الماندنغ ، ونجلب الشبع والرخاء والتمتع والغنى والاستقرار والأمن والطمأنينة والخير كله إلى الماندنغ فلا يكون اختلاف ولا تنازع ولا تباغض ولا تحاكم في المحاكم ولا سوء التفاهم بجميع أنواعه بين الجيران فتطيب الإقامة وتشيع المحبة والتحابب والأخوة والإنسانية عكس الفقر فإنه يدخل التباغض وعدم الثقة والتنازع والاختلاف بين الناس دائما ومستمرا لأجل الفقر وما فيه لأن واحدا يري زميله شبعانا وهو جائع لم يعطه لقمة ويري معه لحما وهو مشتهيه لم يعطه جزء ويراه يلبس ثيابا وهو عريانا لم يعطه ثوبا فيكون غضبانا عليه في الأمور التافهة ولكنه لا يستطيع أن يذكر سبب ذلك .
أما إذا كان الجميع شبعانا وعند الجميع لباسهم وحاجياتهم فلا جدال إذن ، لذا يجب أن يعمل الكل حتى يجد الكل ما يحتاج إليه، وإن تفاوت المحصول أو المحصولات ولكن لا يعجز أحد عن معيشة نفسه إذا عمل .
·                    ثالثا : احترام القانون :
قال سونجتا أؤكد أيضا الوصية في احترام القانون على الحكام والطاعة للقانون على الشعب ، ثم قال : ليعلم الحكام أنهم ليسوا حكاما على الناس ولكنهم حكام على القانون ليصلحوا أحوال الناس وما يجري بينهم ، على هذا لا يجوز لهم أن يهينوا القانون أو يهتكوه بأنفسهم بل يحترموا كلامهم هم لكي يتمسك الشعب بالقانون وبالحكام وكلامهم أبدا وليحذر الحكام الكلام السوء لأن سوء  عمل الحكام خير من سوء كلامهم لأن سوء فعله يذهب بذهابهم ولكن سوء كلامهم يبقى بعدهم إلى الأبد .
ثم أمر سونجتا المحكومين بطاعة حكامهم وامتثال أوامرهم و أن يعترفوا بما يفعله الحكام من نضال وحراسة للدولة ولراحة الشعب ولا يكفروا بها ويساعدوهم على أفكارهم الجيدة ويشجعوهم على حسن أعمالهم  شاكرين لهم ومادحين لهم  عليها بالأغاني الجميلة اللذيذة ليعملوا أمثالها كثيرة وليقتدى بهم الحكام القادمون في حسن الأعمال ، وعلى الشعب ألا يحسدوا الملوك فيما يرونهم فيه من الترف والنعمة والملابس الجميلة لأنها جزاء اجتهادهم ، ولا يتنافس الجميع ليكونوا حكاما لأن الحياة لا تصلح إلا إذا كان بعض الناس دون بعض وبعض فوق بعض ليرضى كل بمكانه الذي يرى نفسه فيه ، ولكن إذا لم يرض من هو أقل درجة بمن هو فوقه والذي هو دونه أيضا لا يرضى عنه ، والذي دون الثالث لا يرضى عنه فيبقى الناس في التنافس على المنصب الحاكمي وكيف يعملون إذن ؟
فالأحسن في المروءة أن من كان حاكما يحترم وتقبل أقواله وتمتثل أومراه وهذا هو الخدمة للوطن ، ولا يأخذ الحاكم المحكومين جهلاء إذا احترم الشعب الحاكم واحترم الحاكم الشعب رحم بهم وعدل بينهم فيطيب العيش في الدولة في الثبات والرخاء والوئام والخير كله ، ولكن إذا طلب الجميع أن يكونوا حاكمين قادرين آمرين يجعلهم يتنافسون على الحكم ويتقاتلون فتفسد الدولة ويتشتت الجمع ويتفرق الشمل بهذا التنافس وذلك التنازع ،رغم أننا مهما اجتهدنا لا يكون الجميع سواء إذن فليرض كل بمكانه ويترك الآخرين في مكانهم .
          ولقد احترم  الماندنكيون قوانين هذا المؤتمر ( كروكانفوا ) ووقفوا حدودها ، وجعلوها  أعرافا وعادات وتقاليد في أرض الماندنغ ومدنها وقراها إلى يومنا هذا ، وامتثلوا أوامرها واجتنبوا نواهيها فكانت نتيجة ذلك الوفاق والوئام ورغد العيش والاستقرار ، وشاعت سمعة الماندنغ في كتب الكتاب في جميع أنحاء الدنيا الأربعة ثم قال سونجتا : خذوا هذه القوانين واجعلوها نبراس عملكم وقيسوا بها أعمالكم  ، وإذا طرأ على بعضها تغيير أو تبديل يبلغ الجميع في مكانه , إن شاء رب السماوات والأرضين ....
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وسلم .

عرض النصوص القانونية المندنكية (دستور ماندن قوانين مؤتمر كروكانفوا) وداستها على ضوء التشريع الإسلامي (دراسة تشريعية نقدية مقارنة)

عرض النصوص القانونية المندنكية (دستور ماندن قوانين مؤتمر كروكانفوا) وداستها على ضوء التشريع الإسلامي (دراسة تشريعية نقدية مقارنة)  ...